عندما يسدل الستار على نهاية الرحلة الدراسـية بعــد تقديم الاخـتبــارات النــهائـية للثانوية العامة، بقسميها العلمي والأدبي، وظـهور النتـائج، يحصل عدد من المتميــزين من الخريجـين على درجات تؤهلــهم للتقديم على برنامج البعثات الداخلية والخـارجية للدراسة الجامعية الذي تقدمه الدولة لأبنائها مشكورة، ممثلة بوزارة التعليم العالي.
وبعد قبول البعض منهم للدراسة في الخارج وحصولهم على القبول في الجامعات، سواء لدراسة اللغة أو القبول المباشر في التخصصات العلمية، يبدأ الطلبة مشوارهم الجامعي في الغربة.
الكثير من أبنائنا الطلبة هؤلاء لا يدركون حقيقة الغربة، وما تعنيه من مسؤوليات في مختلف نواحي الحياة، إلى جانب تحديات الدراسة وهمومها، كما أن بعضهم لا يتهيأ نفسيا وفكريا لهذه المهمة الجديدة، ولا يعرف كيف يتعامل مع الوضع المستجد أو ما يعرف بالصدمة الثقافية.
وتظهر بعض التقارير تعرض أعداد كبيرة من الطلبة الكويتيين في البعثات الخارجية لتحديات كبيرة تؤثر على استمراريتهم في الدراسة بالخارج، رغم تميز البعض منهم أكاديميا، وذلك لأسباب مختلفة، أبرزها: عدم التأقلم مع الحياة في الخارج، وضعف الاستعداد النفسي والدراسي وغياب التخطيط المسبق.
لذا، يجب على كل طالب ينوي الدراسة في الخارج، أن يعد نفسه نفسيا وفكريا، وأن يستفيد من مشورة أصحاب الخبرة والدراية لمعرفة القوانين والنظم المتبعة والعادات والتقاليد وطرق التعايش بكل توجهاتها، للتعامل بمرونة وخبرة مع الوضع الجديد، وكذلك معرفة الإرشاد اللوائحي للعيش في البيئة الجديدة والتكيف النفسي والاجتماعي معها لتفادي المشاكل والعراقيل التي قد تؤثر على المسار الدراسي، أو قد تتسبب في إلغاء البعثة من جهة، ومن جهة أخرى فإن معرفتها والالتزام بها يسهمان في استكمال الدراسة بسلام وطمأنينة. وهو ما يمكن تحصيله عبر الاطلاع على مثل هذه الإرشادات والنصائح من مصادرها طلبا للوعي والمعرفة بهذا الموضوع المهم.
إلى أبنائنا الطلبة، الذين نعول عليهم كثيرا في حمل راية المستقبل، أقول: لا تنسوا أن الكويت بأمس الحاجة إلى علمكم ومعرفتكم التي ستكتسبونها من الدول المتقدمة، فهي تنتظركم لتعودوا بما تعلمتم وتساهموا في نهضتها وتقدمها.
وهذه الحقيقة، بلا شك، تمنحكم دفعة معنوية، واستمرارية في الصبر والتضحية لاكتساب العلم والمعرفة، وعدم الالتفات إلى الوراء، وتحمل العثرات من أجل مستقبلكم وخدمة أمنا الكويت الغالية.