يقول الجاحظ واصفا الكتاب «فإنه يحيي القلوب، ويقوي القريحة، ويبعث نتائج العقول، ويستثير دفائن القلب، ويمتع في الخلوة، ويؤنس في الوحشة ويفيد ولا يستفيد، ويعطي ولا يأخذ، وتصل لذته إلى القلب، من غير سآمة تدركك ولا مشقة تعرض»، قال الجاحظ مقولته هذه عندما كان الكتاب عزيزا والقراءة فن المثقفين والعلماء والأدباء في زمن كانت القراءة حياة نابضة.
يصنف معرض الكتاب الإسلامي السابع والأربعون الذي يبدأ الاثنين 21 الجاري وينتهي يوم 3 مايو المقبل، والذي تقيمه جمعية الإصلاح بمقرها في منطقة الروضة بهذه النسخة، ضمن فعاليات الكويت عاصمة الثقافة العربية، وذلك بالتعاون مع وزارة الاعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
ومعارض الكتاب المحلية والعالمية هي غرف إنعاش تهدف الى إعادة الحياة للكتاب وإعطاء القراءة شيئا من حياتها النابضة، ومعرض الكتاب الإسلامي وعلى مدى أكثر من 47 عاما، وهو يهدف إلى إحياء القراءة ونشر الوعي الثقافي، علما أن المعرض ومنذ عام 1974 لم يتوقف إلا في فترة الغزو العراقي الغاشم على الكويت وفي سنة «كورونا».
ولم يكن معرض الكتاب الإسلامي مجرد معرض أو فعالية تقيمها جمعية نفع عام محصورة بين أعضاء الجمعية وبعض المهتمين أو تجمع للمكتبات الإسلامية في شارع المثنى بحولي، بل أكبر من هذا، فهو كتاب يقرأ وفكر يتجدد ووعي ينشر، ومن أجل هذا حرص القائمون على المعرض، على التوسع في مشاركة دور النشر المحلية والإسلامية وكذلك المؤسسات الرسمية والشعبية. وقد بلغ عدد المشاركات أكثر من 120 دار نشر من داخل الكويت وخارجها وتنوعت الكتب فكريا وأدبيا وعلميا ولم تكن حصرا على ثقافة التيار الواحد.. كما شارك الكثير من المؤسسات المعنية بنشر الوعي والثقافة والقيم وعلى رأسها وزارة الداخلية ووزارة التربية ووزارة الشؤون الإسلامية والعديد من اللجان والجمعيات المعنية سواء بنشر الثقافة او الاهتمام بالأسرة والتربية او الاهتمام بمحاربة الظواهر السلبية في المجتمع.
ومن أجل تنويع الوسائل في النشر الثقافي وتعزيز مفهوم القراءة وإحيائها بكل الوسائل، أقام المعرض العديد من الورش العلمية والمحاضرات الخاصة بالقراءة وصناعة المحتوى والكتابة والتأليف، واستضافت من أجل هذا مفكرين لنقل تجاربهم في هذه الفنون.. كما حرصت على إدخال الجوانب التقنية الثقافية في المعرض، ومنها عرض سينمائي ثلاثي الأبعاد.
إقامة معرض الكتاب الإسلامي واستمراريته كل هذه السنوات أمر تشكر عليه جمعية الإصلاح الاجتماعي وخدمة مجتمعية راقية تسهم في رقي وتطور المجتمع خاصة أنها ركزت على طلبة المدارس بالتعاون مع وزارة التربية ووفرت باصات بشكل مجاني لنقل طلبة المدارس في الفترة الصباحية للمعرض، كما أنها أحيت القراءة في النفوس وأعادت لها شيئا من بريقها.
ونحن نثني على دور هذه الفعالية في تعزيز قيمة القراءة والاطلاع ونشر الثقافة لا يفوتنا شكر كل المؤسسات الرسمية والشعبية والجمعيات المهنية الخاصة بتعزيز قيمة الثقافة والأدب بدءا من وزارة الإعلام إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ورابطة الأدباء، وانتهاء بجميع الجهات المهتمة برقي المجتمعات في أدبها وثقافتها وليس بمادياتها.