يقول وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية د.خالد العجمي في مقابلة مع برنامج ليالي الكويت: «إنه خلال جولاتي في دول الخليج والتي كان الهدف منها الاطلاع على تراثهم الخيري الذي يعملون عليه، قالوا لنا أثناء الاجتماعات كلما رحنا مكان وجدنا الكويت وأهل الكويت سابقينا في العمل الخيري، وقتها شعرت بالفخر وأنا أسمع هذا الكلام».
في 20 أبريل الماضي أوقفت وزارة الشؤون عمليات جمع التبرعات داخل البلاد وخارجها وذلك بعد رصد روابط غير معروفة وغير رسمية تقوم بجمع التبرعات بصورة غير قانونية ثم صدر قرار في 8 مايو بتجميد كامل لأنشطة الجمعيات الخيرية من قبل لجنة تنظيم العمل الإنساني والخيري المشكلة من قبل مجلس الوزراء، وذلك بهدف حماية العمل الخيري وضمان الشفافية ومراجعة النظم واللوائح السابقة قبل أن تصدر اللجنة منذ أيام قرارها باستئناف العمل الخيري وعودة أنشطته.
ورغم أن فترة توقف العمل الخيري شهران فقط إلا انها حملت مؤشرات وحقائق تستحق أن نقف عندها ومنها:
٭ العمل الخيري الكويتي جزء من حياة الناس وليس متعلقا فقط بالجمعيات الخيرية فقط ولا يوجد كويتي إلا وله علاقة بالعمل الخيري إما من خلال استقطاع لكفالة يتيم او ساهم في بناء مسجد او ساعد في رحلة علاج لمريض او ساهم في الحملات الرمضانية، ولعل توقف مشروع الاضاحي خلال عيد الضحى الماضي صورة واضحة لعلاقة الناس المباشرة بالعمل الخيري، حيث توقفت هذه الشعيرة لدول الخارج وساهم بيت الزكاة الكويتي في تحمل وإدارة هذا المشروع حتى لا يقف.
٭ استشعار مؤسسات العمل الخيري المسؤولية وإدراكها أن إجراءات توقيف عملها جاء بناء على وجود خلل يجب أن يعالج، مثال دخول النصب الإلكتروني وانشاء روابط وهمية وكذلك وجود اجتهادات فردية من العاملين بالعمل الخيري مع حسن نيتهم وسببت حرجا للعمل الخيري، ولم تكن المؤسسات الخيرية ضد القرار ولا هاجمته، بل كانت متعاونة أقصى درجات التعاون مع الفريق الحكومي وزودته بجميع التقارير والاحصائيات بل وشاركت باجتماعات اللجان لمراجعة لوائح العمل الخيري وساهمت برؤيتها ومقترحاتها.
٭ عودة العمل الخيري بعد إصدار لائحة العمل الإنساني والخيري هي حصانة للعمل الخيري وضبط الممارسات والإجراءات وتزكية للعمل الخيري وتنقيته مما لحق به بسبب غياب الإجراءات او ضعف المتابعة او وجود ثغرات بسب القصور التشريعي في اللوائح السابقة.
٭ خلال فترة إيقاف مؤسسات العمل الخيري ظهرت قيادات شابة تقود مؤسسات العمل الخيري، ففي السابق كانت قيادات العمل الخيري مشهورة ومعروفة ولها تجربتها الطويلة بالحياة وعلى رأسهم المشايخ عبدالرحمن السميط وعبدالله العلي المطوع، رحمهم الله وغيرهم، واليوم قيادات العمل الخيري قيادات شابة تتميز بفكر اداري وقيادي وتنموي، وهذا ساعد بالتوافق بين الجمعيات الخيرية والفريق الحكومي بسبب النضج الإداري وعلى رأس من أدار عملية التفاوض رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية والمبرات.
٭ وجدنا خلال فترة إيقاف العمل الخيري حرص الحكومة على العمل الخيري وضبطه وهذا تطلب وقتا، ومع هذا كانت الحكومة حريصة على العمل الخيري واستمراريته واعتباره قوة ناعمة وعرفا تعارف عليه أهل الكويت، ورأينا تدخل الحكومة للعمل على استمرارية مشروع الاضاحي ودعم المؤسسات الخيرية الطبية لاستمرارية علاج الحالات المرضية كما عمل على استمرار كفالات الايتام، ويكفي شهادة وكيل وزارة الشؤون الذي ذكرناه في اول المقالة عن نزاهة العمل الخيري الكويتي وأنه مفخرة.