لقد ظلت الكويت وحافظت منذ بدايتها على دعم العمل الخيري سواء بالمؤسسات التي أنشأتها أو بدعم العمل التطوعي وسن القوانين والتشريعات المنظمة للعمل كما سعت الى فتح المجال للجمعيات الخيرية بالعمل على إقامة المشاريع الخيرية والإنسانية على مستوى العالم، وما مقولة سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، «الكويت كانت وستظل منارة للعمل الإنساني والخيري ونهج سار عليه الآباء والأجداد» من ذلك ببعيد، وأيضا تسميته، طيب الله ثراه، من الأمم المتحدة قائدا للعمل الإنساني وتسمية الكويت مركزا للعمل الإنساني.
ولمزيد من ضبط العمل الخيري وتجديد التشريعات واللوائح التي تنظمه ولحمايته من أي قصور تشريعي يؤدي الى تدخل غير المعنيين بالعمل الخيري أو المنتفعين لهذا العمل قامت الحكومة في شهر أبريل الماضي بتعليق العمل الخيري ووقف العمل به حتى صدور اللوائح والنظم الجديدة لتنظيم العمل الخيري، وبسبب الإجراءات الإدارية التي شاركت فيها العديد من الجهات الحكومية وشكلت من خلالها لجنة وزارية شاركت فيها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزارة العدل والفتوى والتشريع ووزارة الخارجية والجمعيات الخيرية الاهلية وغيرها تأخر استئناف العمل الخيري.
وبعد انتهاء فترة تعليق العمل الخيري بإصدار لائحة تنظيمه وبدء العمل بها عاد العمل الخيري بمؤسساته الرسمية والأهلية وكان باكورة عودة العمل الخيري حملة بعنوان «فزعة لغزة- الكويت بجانبكم» التي بدأت يوم 3 أغسطس الجاري واستمرت 3 أيام، وتم جمع 11.5 مليون دينار (نحو 37.6 مليون دولار أميركي)، لتثبت أن العمل الخيري ما زال نابضا في قلوب أهل الكويت وأن روح الفزعة واستشعار المسؤولية مازالت موجودة، حتى مع وجود شائعات من حسابات بالتواصل الاجتماعي بأن إيقاف العمل الخيري بسبب مخالفات إدارية وعدم نزاهته واتهام بعض الجمعيات باستغلال العمل الخيري استغلالا شخصيا والتشكك بأن التبرعات لا تصل الى مستحقيها، ليتضح أن كل ما نشر عن العمل الخيري من شائعات وافتراءات اصطدم بحجم الثقة التي يولها أهل الكويت لمؤسسات العمل الخيري.
واستئناف العمل الخيري بحملة لدعم غزة في مرحلة حرجة من مراحل صراعها مع العدو الصهيوني والتي جاع فيها الناس وانقطعت بهم السبل وتحولت أجسادهم لهياكل عظمية رسالة أخرى بأن العمل الخيري الكويتي منذ بداياته وهو يقف إلى جانب قضايا الأمة ولم يترك قضية حلت بالأمة الا ووقف معها.. كما أن التعاون بين الجهات الحكومية والجمعيات الخيرية رسالة لتجديد الثقة بالعمل الخيري كما صرح بذلك المسؤولون في أكثر من مناسبة.
عاد العمل الخيري الكويتي بعطاءه وبذله واهتمامه بكل القضايا الإسلامية، وعاد أهل الكويت بحبهم المتجذر للعطاء وعادت المساهمات الخيرية التي جبل عليها أهل الكويت ويستمر هذا الشعب الكريم وقدوته قيادته السياسية الحكيمة في البذل والعطاء، وهكذا هي حياة أهل الكويت مع العمل الخيري.. عاد والعود أحمد.