فجر يوم الاثنين 31 مايو عام 2010 هاجم الكيان الصهيوني السفينة التركية «مافي مرمرة» التي تعتبر السفينة الرئيسية في أسطول الحرية المتجهة إلى غزة لكسر الحصار الذي فرض عليها منذ عام 2007 وضم الأسطول بالإضافة الى سفينة «مافي مرمرة» عدة سفن حملت على متنها 750 ناشطا في العمل الإنساني من 36 دولة ومحملة بالمواد الطبية والغذائية، ويقوم على تسيير الأسطول حركة «غزة الحرة»، وهي حركة عالمية تسعى إلى فك الحصار عن غزة عن طريق تسيير قوافل بحرية.
ونتج عن الهجوم الصهيوني حسب بعض المصادر 19 شهيدا أغلبهم من تركيا، وتم اعتقال الناشطين والحجز عليهم وترحيلهم الى دولهم، وكانت الكويت من ضمن المشاركين في الأسطول بعدد من الأخوات الناشطات في العمل الإنساني.
خلال 17 عاما سيرت حركة «غزة الحرة» 37 أسطولا بما يسمى أسطول الحرية لم ينجح أي من الأساطيل في الوصول إلى هدفه بسبب تعنت الكيان الصهيوني.
واليوم قصة جديدة ولكنها مختلفة، اليوم أسطول الحرية ينطلق من عدد من الموانئ في البحر المتوسط في إسبانيا بشكل أساسي وتونس وإيطاليا ويبلغ عدد السفن المشاركة في الأسطول 70 سفينة وبمشاركة تجاوزت 800 متطوع فقط في دول شمال أفريقيا والعدد الإجمالي تجاوز الألف، ويعتبر أكبر أسطول تم انطلاقه لغزة، ولعل السبب في ضخامة الأسطول مشاركة العديد من الجهات الإنسانية فيه وأهمها أسطول الصمود المغاربي، والذي كان يسمى قافلة الصمود، وقد حاولت في السابق فك الحصار عن غزة عن طريق التوجه إلى معبر رفح المصري ومحاولة الدخول لها، ويشارك كذلك التحالف الدولي لأسطول الحرية وهي حركة عالمية تسعى الى كسر الحصار عن غزة والتي تعرضت للهجوم الصهيوني الذي ذكرناه أول المقال وهو تحالف 10 منظمات دولية، بالإضافة الى الحركة العالمية نحو غزة، وهي حركة تسعى الى فك الحصار عن غزة تأسست إبان طوفان الأقصى عام 2024، والسبب الثاني في ضخامة المشاركة العالمية أن الحصار اشتد على غزة ومنع عنها الطعام والغذاء، وبلغ التعسف الصهيوني مداه على غزة، مما جعل شرفاء العالم يتحركون بكل وسيلة لنصرة غزة وفك الحصار عنها.
وعندما تجد عملا لنصرة غزة تجد أهل الكويت من أوائل المشاركين، اليوم وفد كويتي يشارك جنبا إلى جنب مع نشطاء العالم للمساهمة في فك الحصار عن غزة فيما يسمى أسطول الصمود وهي ليست المهمة الأولى لنصرة غزة بل منذ انطلاق طوفان الأقصى والكويت داعمة له حكومة وشعبا ومؤسسات أهلية، كما أسهمت في البعثات الطبية التي دخلت غزة وأقامت الجسر الجوي لإيصال المساعدات لأهل غزة وبنت المستشفيات والمدارس.
وقد وجه الوفد المشارك رسالة للشعب الكويتي قبل انطلاقه ضمن أسطول الصمود ليعزز حقيقة معروفة لأهل الكويت حيث قال «نحن أبناء كويت الإنسانية، أرض الإنسانية وميدان العطاء ننطلق اليوم في أسطول الصمود العالمي حاملين رسالة الشعب الكويتي كله، لا نمثل أنفسنا فقط، بل نمثل وطنا بأسره وشعبا بأكمله وكل فرد يتمنى أن يكون في هذا المكان نصرة لغزة وأهلها، مشاركتنا ليست حدثا عابرا، بل امتداد طبيعي لمواقف الكويت التاريخية الراسخة في الدفاع عن فلسطين».
هكذا هي الكويت كما عرفها العالم دائما وأبدا أهل فزعة وأهل نخوة، وكما حملت السفن الكويتية النواخذة والبحارة من أجل لقمة العيش متحملين التعب والجهد والغربة، فها هي سفينة الصمود الخليجية تحمل أبناءهم للمساهمة في نصرة أهل غزة ومحاولة فك الحصار عنها.
المشاركة الكويتية في أسطول الصمود صفحة أخرى مشرقة من تاريخ عريق للعمل الخيري الكويتي الذي وصل إلى أقطار الأرض.