أضع بين أيديكم بيت الشعر المشهور لأمير الشعراء أحمد شوقي، بما يحتويه من حكمة وعظة، والبيت بتمامه:
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثواني
وهذه حقيقة، فعمر الإنسان ما هو إلا وقت يمضيه في هذه الدنيا ثم يرحل منها إلى عالم البرزخ حتى يحين موعد دقة الساعة الكبرى حينها ينفخ في الصور، كما أخبرنا المولى عز وجل (فنفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون) (يس: 51)
إن دقات قلب الإنسان مثل جرس الإنذار تشعره بقيمة الوقت، وأن عليه أن يستغل هذا الوقت فيما يعود عليه بالنفع والفائدة في دنياه وآخرته، فلا يستهين بالوقت وليحذر من الغفلة، فهذه الدقات ستتوقف حتما يوما ما، وتصبح جسدا بلا روح، وستقف بين يدي الله، فليس ثمة شيء أثمن من الوقت:
الوقت أنفس ما عنيت بحفظه
وأراه أسهل ما عليك يضيع
إن الوقت من أعظم النعم التي وهبها الله لعباده، لذلك أقسم الله بالفجر والعصر والليل تبيانا لأهميتها، ولم يهبنا الله العمر لنلهو به ونلعب وأن نغفل عن مآلنا، قال تعالى: (أيحسب الإنسان أن يُترك سدى). (القيامة 36).
والعجب ممن يضيعون أوقاتهم فيما لا ينفعهم في دنياهم وآخرتهم، وقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم وصية نافعة إن أخذنا بها سرنا على المحجة البيضاء، فقال صلى الله عليه وسلم: «اغتنم خمسا قبل خمس، حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك».
والحقيقة أن من علامات سعادة العبد حرصه على وقته، وقد قال أبوبكر الصديق رضي الله عنه: «اللهم لا تدعنا في غمرة، ولا تأخذنا على غرة، ولا تجعلنا من الغافلين»، وقال الفاروق عمر رضي الله عنه: «اللهم نسألك صلاح الساعات، والبركة في الأوقات».
ودمتم سالمين.