حياة المرء مليئة بالمشاغل، ومن بين هذه المشاغل اتخاذ قرارات لا بد منها إزاء أمور مهمة في حياتنا، ومن هذه القرارات ما هو صائب ومنها ما جانب الصواب، وهذه سنة الحياة وقضاء الله وقدره القائل عز من قائل (.. وخُلق الإنسان ضعيفا) (النساء: 28)، وقد يخطئ المرء في قرار مهم بحياته تحت ضغط ظروف صعبة أحاطت به، فيندم ندما شديدا ويتمنى لو لم يتخذ هذا القرار، وعلى نفس السياق قد يتراجع المرء أيضا عن قرار اتخذه ود لو أنه لم يتراجع عنه، كل هذه الأمور واردة في حياتنا وتحدث كثيرا، ولكن الأمر الجيد أنك إذا فشلت في أحد قراراتك تستخير الله وتعاود الكرة لعلك تصل إلى هدفك.
فلا تجعل اليأس يدب في نفسك، واعلم أن النجاح مقرون بالتوكل على الله أولا ثم الإصرار والجد والمثابرة، وليس عيبا أن نتراجع عن قرارات رأينا أنها مجانبة للصواب، فالحق أحق أن يتبع، بل إن ذلك دليل على العقل والرشد، ولابد أن نضع في اعتبارنا أن كل ما يفعله الإنسان مكتوب في صحيفته (إنا كل شيء خلقناه بقدر) (القمر: 49) ولكن العاقل من يتروى في اتخاذ قرارات مهمة في حياته، ولا يستعجل بها ثم يفوض أمره إلى الله تعالى ويقنع بما قسمه الله له، ولا ينظر إلى ما عند غيره فيتعب نفسه، ومن الأهمية بمكان أن تتحمل المسؤولية وتعترف بخطئك وتصحح ما أمكن تصحيحه ثم تعاود الكرة، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
يقول الإمام الشافعي:
بقدر الكد تكتسب المعالي
ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن رام العلا من غير كد
أضاع العمر في طلب المحال
ودمتم سالمين.