الجرأة تعني الشجاعة وعدم الخوف والتردد، وحي هلا بالشجاعة والجرأة إذا استخدمناها في مكانها، فنصرنا من خلالها الحق، ودافعنا عن المظلوم، ولكن علينا معرفة أن الجرأة لا تستخدم في كل موقف يصادفك في حياتك، فهناك مواقف تحتاج إلى الذكاء لا الجرأة، فالجرأة بلا عقل كلها ضرر، وكل شيء يزيد عن حده ينقلب إلى ضده، فالحذر كل الحذر من الجرأة الزائدة عن حدها فهي حفرة قلما ينجو منها أحد.
فليس من العقل أن تكون جريئا في مواقف لا تستوجب منك ذلك، أو شجاعا في مواقف لا تستدعي الشجاعة، وكذلك أن تظهر جرأة فوق ما يجب، فتقع في شباك الوقاحة فيتحاشاك الناس ويبتعدون عنك. كن جريئا وقتما تكون الجرأة مطلوبة، أما ما سوى ذلك فهي ليست جرأة بل رعونة.
تصدّ بجرأة لمن يريد أن يحبطك ويفل من عزمك وكن جريئا في الاعتذار لمن أخطأت في حقه، ولا تتجرأ على من هو أكبر منك سنا وأكثر خبرة في الحياة، وأسوأ أنواع الجرأة على الإطلاق جرأتك على معصية الله تعالى والتمادي في ذلك، وهذا أمر خطير للغاية، لأنك ستمنى بسوء الخاتمة، وقد يأتيك الأجل وأنت سائر في غيك، ومن هان على المولى عز وجل خلى بينه وبين معاصيه، فتكون ممن كتب الله له الشقاء في الدنيا والنار في الآخرة.
ومن صور الجرأة المهلكة خيانة الأمانة وهي محرمة في الإسلام وتعد من الكبائر ومن علامات النفاق، كما أنها مجلبة للفقر والتعاسة والتكدير، إن الجرأة التي لا تستند إلى الحكمة خطأ كبير أنت في غنى عنه، فلنستخدمها في مكانها. نسأل الله حسن الخاتمة، ودمتم سالمين.