الفرصة تعني الوقت والظرف المناسب لعمل شيء ما أو تحقيق هدف معين، وهي حالة مواتية ووضع جيد قد يؤدي إلى التقدم والنجاح والحصول على ما نريد، وما أكثر الفرص الضائعة في حياتنا، وقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في هذا الصدد: اغتنموا الفرص، فإنها تمر مر السحاب.
فالفرص كما نعلم سريعة الفوت، وقد تأتيك الفرصة مرة واحدة في عمرك كله، ثم لا تعود ثانية، فتتألم لفواتها وتعيش في حالة حزن وتكثر من ليت وسوف ولعل، ولكن لو فكر من ضاعت عليه الفرص وتأمل قليلا لأدرك أنه لا يوجد شيء اسمه فرص ضائعة، ولكن الأمر قضاء وقدر وهو خارج عن إرادتك، ولم يكتب لك في الأصل، ولعل في ذلك خيرا لك وانت لا تعلم، أليس الله عزّ وجلّ يقول لنا في محكم كتابه: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون - البقرة: 216).
فربما كان الخير لك فيما كرهت، والشر لك فيما أحببت، فلا تأس على ما فاتك، فكل ما فاتك ليس لك، قضى بذلك الحكم العدل، وإن أردت الفرصة السانحة في هذه الدنيا وهي بيدك، ولكن بعض الناس يغفل عنها مع الأسف فهي فرصة القرب من الله تعالى والفوز برضاه وهي أم الفرص كلها، ومن ذلك فرصة أبواب الخير، فإن فتح الله لك باب خير فأسرع إليه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك».
وكل ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فرص سانحة علينا أن ننتهزها، لنكون من الفائزين بإذن الله، فلا تجعلها تفوتك فتندم حين لا يجدي الندم نفعا، ودمتم سالمين.