«بالصبر على ما تكره تنال ما تحب» مقولة صحيحة، ولها شاهد في القرآن الكريم حيث يقول الله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون - البقرة: 216)
والمرء العاقل يتحمل الصعوبات التي تواجهه في حياته ويصبر عليها في سبيل تحقيق ما يريده ويتمناه، فالنجاح ليس بالأمر السهل ولا يأتي إلا بالصبر والمثابرة، والجد والاجتهاد، حتى لو صادفته مواقف لا يريدها ويتضايق منها، فالصبر يقوي الإرادة ويبعث الأمل، ويمنحنا القوة على تحمل الشدائد، وهو فضيلة، وقد قال المولى عز وجل: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).
وقد جاء في كتاب «بهجة المجالس وأنس المجالس» أن سلمان الفارسي كتب لأبي الدرداء رضي الله عنهما: «أما بعد، فإنك لا تنال ما تريد إلا بترك ما تشتهي، ولن تبلغ ما تأمل إلا بالصبر على ما تكره، فليكن قولك ذكرا، وصمتك فكرا، ونظرك عبرة، واعلم ان أعجز الناس من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله، وأن أكيسهم من أتعب نفسه وعمل لما بعد الموت».
ويقول الشاعر:
بالصبر تبلغ ما ترجوه من أمل
فاصبر فلا ضيق إلا بعده الفرج
والمرء لا يعلم ما الذي سيحدث غدا ولكن مصيبة أخف من مصيبة، ولعل في ذلك خيرا له وهو لا يدري، وقد قال حكيم: «الصبر على مرارة العاجل يفضي إلى حلاوة الآجل، والتأسف على الفائت حيلة الضعيف»، ودمتم سالمين.