«عندما يضرب الأنف تدمع العين» لا شك في ذلك، ونحن وقطر العزيزة كذلك، ما يؤلمها يؤلمنا، وما يفرحها يفرحنا، والعدوان عليها عدوان علينا، فنحن مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فقطر هي الكويت، والكويت هي قطر، ولقد فاجأنا العدوان الغادر الذي تعرضت له دوحة الخير والمحبة والسلام من العدو الصهيوني، فهذا العدوان إنما هو عدوان على الكويت برمتها، خاصة أنه حدث على حين غرة، ودون مقدمات، ولعل في ذلك الخيرة لنا ونحن لا نعلم، فرب ضارة نافعة وعلى نحو قول المولى عز وجل (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ـ البقرة: 216).
إن ما حدث من هجوم غادر على الغالية قطر إنما يزيدنا وحدة وتراصا وتكاتفا واستعدادا لما قد يقع في المستقبل، فجانب العدو غير مأمون، وربما كان الخافي أعظم، فلابد من أخذ الحيطة والحذر، والأمر ذاته ينعكس على بقية دول مجلس التعاون الخليجي ولله در القائل:
كونوا جميعا يا بني إذا اعترى
خطب ولا تتفرقوا آحادا
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا
وإذا افترقن تكسرت أفرادا
إن انتهاك سيادة دولة قطر الشقيقة يعد انتهاكا لسيادتنا وسيادة دول مجلس التعاون الخليجي، وهو مؤشر خطير على عربدة العدو الاسرائيلي وطغيانه ولسنا بمنأى عن هذا العدوان الغادر، فعلينا أن نكون مستعدين لأسوأ الاحتمالات، ولن يتحقق هذا الامر إلا بوحدة الكلمة، ونبذ الفرقة والوقوف صفا واحدا في وجه اي عدوان، ولسنا بضعفاء وإنما نحن أقوياء بالله وبما حبانا الله به من خير وفير نستطيع من خلاله حماية أرضنا وسمائنا وحدودنا وشعوبنا، فبردا وسلاما قطر الحبيبة، وأختم بهذا البيت:
وما المرء إلا بإخوانه
كما يقبض الكف بالمعصم
ودمتم سالمين