«أضبط من ساعة الملا».. هذا مثل كويتي جميل كان دارجا في الماضي، وربما قالوا على نفس السياق: اضبط ساعتك على «الملا»، والمقصود بالملا إمام المسجد على الغالب، فهو دائما شديد الحرص على الوقت لأداء فروض الصلاة في وقتها المحدد دون زيادة أو نقصان، الأمر الذي يجعله دقيقا في مواعيده، وقد ضربت هذا المثل لتبيان أهمية الوقت القصوى في حياة الإنسان، فهو أثمن وأغلى ما يملكه، كما أنه أساس ودعامة النجاح والفشل في الدنيا والآخرة، وقد قيل: الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، وقد قال الشاعر وأحسن:
الوقت أنفس ماعنيت بحفظه
وأراه أسهل ما عليك يضيع
إن الوقت نعمة من نعم الله الكثيرة التي امتن بها على عباده، ودليل ذلك قوله عز من قائل (وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار) سورة (إبراهيم).
كما تتضح أهمية الوقت في أن الله تعالى أقسم بآيات عدة بالفجر والضحى والنهار والعصر والليل، ولم يهبنا الله الوقت لنضيعه في اللعب واللهو، ولكن للعمل فيما يعود علينا بالنفع في دنيانا شريطة ألا يضر ذلك في آخرتنا، إن الوقت الذي يمضي لا يعود، والأيام سريعة للغاية، وأمامنا عقبة كؤود كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم، لا يجوزها المثقلون بل المتخففون، فالطريق صعب ووعر ولن يتخطاه إلا من أتى الله بقلب سليم، والوقت لا يمهلنا، فلتنظر نفس ما قدمت لغد، ولا أعني بذلك أن نترك نصيبنا من الدنيا ولكن أن لا تكون الدنيا أكبر همنا.
والله ولي التوفيق، ودمتم سالمين.