من كتاب اللغة العربية للصف الرابع الابتدائي الطبعة العاشرة لعام 1988/1989، اخترت لكم قصة جميلة، تحذر من عاقبة الكلام في بعض المواقف، وإليكم القصة، ففيها العظة والعبرة:
كان في الزمان الماضي بركة فيها سلحفاة، وكان بالقرب من البركة حشائش، وفي هذه الحشائش سكنت بطتان، وكانت البطتان صديقتين للسلحفاة، فلما جف ماء البركة، فكرت البطتان في ترك المكان، ثم ذهبتا لوداع السلحفاة، وقالتا: السلام عليك، لقد عزمنا على ترك هذا المكان، فقالت السلحفاة: وكيف أعيش أنا هنا من غير الماء؟ خذاني معكما، فقالت واحدة من البطتين: وكيف نأخذك وأنت لا تطيرين؟ فقالت الثانية: لقد عرفت حيلة بديعة، وهي أن نحضر غصنا من الشجر، تتعلق السلحفاة في وسطه، ونقبض نحن على الطرفين، ونطير في الهواء، ولكن احذري ايتها السلحفاة من الكلام ونحن نطير.
ثم طارت البطتان والسلحفاة بينهما، فلما رأى الناس ذلك قالوا: هذا شيء عجيب، تطير بطتان وبينهما سلحفاة!
فلما سمعت السلحفاة كلام الناس قالت: لعنكم الله، فلما فتحت فمها وقعت على الأرض وماتت.
للأســف مــاتت السلحفاة لعدم امتثالها لتحذير البطتين لها من الكلام وهما يطيران في الهواء.
من خلال هذه القصة الهادفة، أحببت أن أحذر بعض الناس من الكلام في بعض المواقف، ومنها:
1 ـ احذر الكلام اثناء الامتــحان مع زميلك في القاعة كي لا تعــرض نفسك للحرمان من الامتحان.
2 ـ احـذر الكلام عن اخيك بما يكــرهه، لأن ذلك يعتبر غيبة، والغــيبة محرمة شرعا في الكتاب والسـنة، كما أنك ستحاسب عليها يوم القيامة حسابا عسيرا.
3 ـ احذر الكلام مع زوجتك اثناء غضبك الشديد، لأنك ستندم على ما قلته لها، وراح تخسر حياتك وأسرتك.
4 ـ احذر من الكلام والتدخل في أمور لا تعنيك بشيء، خاصة في شؤون الآخرين وخصوصياتهم، لأن الكلام فيها قد يسبب لك أذى وضررا كبيرا، أنت في غنى عنه.
لذا، احذر من عاقبة التكلم في الناس، واعلم أن العرب كانت تقول «إن البلاء موكل بالمنطق»، أي من تكلم في الناس ابتلاه الله به.
٭ اقرأ واتعـظ: قــديما قـالــوا فــي الأمثال: «إذا كان الكــلام من فــضة، فالـسكوت من ذهب».