بينما كان معلم الفيزياء في المرحلة الثانوية يشرح الدرس لطلابه على السبورة، رماه أحد الطلبة بزجاجة ماء سقطت بالقرب منه!
ترى، كيف تصرف المعلم مع هذا الموقف الصعب والقاسي على النفس؟!
أخذ المعلم زجاجة الماء، وقال: يسقيك الله يا بني من نهر الكوثر، فقد كنت بالفعل عطشان، وشرب الماء، ثم رمى الزجاجة في سلة المهملات وأكمل شرح درسه، والطلاب كانوا منتظرين منه ردة الفعل.
دق جرس نهاية الحصة للفرصة، فقال المعلم لطلابه قبل خروجه من الفصل: انا يا ابنائي اعرف هذا الذي رمى زجاجة الماء، يريد ان يضرب والده بها، في واحد في الدنيا يضرب والده ويرفع رأسه؟ انا متأكد يا ابنائي ان الذي رمى زجاجة الماء عليّ عندما يكبر ويتزوج وتشيب لحيته مثلما شابت لحيتي سيتذكر هذا الموقف ويظل محفورا في ذاكرته، لكنه لا يستطيع ان يخبر به اولاده، لأنه موقف مخجل وغير مشرف، ثم رفع يديه الى السماء وقال: يا رب اغفر له وسامحه، لأني سامحته، ولا أريد أي طالب منكم يخبرني من هو، لأنه ابني وأنا أب، والأب يسامح اولاده عندما يخطئون.
خرج جميع الطلاب الى الفرصة عدا طالب واحد ظل جالسا في مكانه، فقال له المعلم: اخرج الى الفرصة، فقال الطالب: انا.. انا، اراد الكلام فلم يستطع، خنقته العبرة، حاول الكلام والاعتذار لكن لسانه عجز عن النطق.
صراحة، أعجبت بتصرف المعلم الحكيم الذي تعامل مع خطأ الطالب الفادح بهدوء وروية وعدم انفعال، فقد قدم لطلابه درسا عمليا قيما في خلق كظم الغيظ والتسامح والعفو عند المقدرة.
والنتيجة أثمرت في المستقبل حيث اصبح الطالب عقيدا في الجيش، ولم ينس موقفه مع معلم الفيزياء الذي سامحه عندما رمى عليه زجاجة الماء، فذهب لزيارته وقدم له هدية من اغلى الهدايا وهي الحج الى بيت الله الحرام على نفقته الخاصة تقديرا واحتراما لهذا المعلم الذي أخجله بتصرفه الحكيم معه.
يقول راوي القصة وهو مدير مدرسة ثانوية: استدعيت معلم الفيزياء واخبرني بتفاصيل الموقف، فقررت فصل الطالب، لكن المعلم رفض فصله، وأصر على موقفه بالعفو عنه.
لمحة أخيرة: تزخر مرافق وزارة الصحة بكفاءات تدعو للفخر تعمل ليل نهار على التخفيف عن المرضى ومساعدتهم في تجاوز تجربة المرض بأقل الخسائر. ونحن إذ نشيد بالطاقم الطبي، وبناء على شهادات من أرض الواقع، لنرجو أن يواكب ذلك مزيدا من التطوير الإداري في المؤسسات الصحية، لاسيما تلك التي تتعامل مع مرضى الأورام، عافى الله الجميع، بحيث تكون آلية الملفات الورقية من الماضي ويكون التعامل وتخليص مثل هذه المعاملات المتعلقة ببيانات المرضى إلكترونيا، وذلك بهدف التسهيل على المرضى وذويهم، وحتى يكتمل رقي المنظومة، ومنا إلى من يهمه الأمر.