كان في قديم الزمان عجوز تذهب يوميا الى الغابة تحتطب، وتبيع الحطب وتشتري به طعاما لها، وفي مرة من المرات وجدت جرو ذئب يرضع من ضرع امه الميتة، فأشفقت عليه ورق قلبها، فأخذته معها الى بيتها، وكان عندها نعجة (شاة)، أخذ يرضع من ضرعها، وفي يوم من الايام بينما كانت العجوز تحتطب في الغابة كعادتها رجعت الى بيتها فهالها ما رأت من دماء على فم الجرو، فقد اكل نعجتها، فأنشدت حزينة:
أكلت شويهتي وفجعت قلبي
وأنت لشاتنا ولد ربيب
غذيت بدرها وربيت فينا
فمن أنبأك أن أباك ذيب؟!
إذا كان الطباع طباع سوء
فلا أدب يفيد ولا حليب
٭ العبرة من القصة: هناك اناس في حياتنا للأسف ينكرون الجميل والمعروف والعيش والملح والعشرة الطويلة والاحسان، هؤلاء النوعية من البشر، لو احسنت اليهم الدهر كله، ما يبين في عيونهم.. يتمسكنون حتى يتمكنوا.. ومن ثم يتخلون عنك وانت في أمسِّ الحاجة لهم، هذا ما حدث في مسلسل «حضرة الموقف» عندما تخلى الزوج عزيز عن زوجته شيخة التي احبته وضحت بحياتها وجنينها من اجله عندما كادت سيارة تصطدم بزوجها، فدفعته فصدمتها هي ومات جنينها في بطنها.. ومن ثم طلقها زوجها عزيز وذهب الى امرأة اخرى يتزوجها.
صدق من قال: «لا تصنع المعروف في غير اهله».
٭ اقرأ واتعظ: ناكر الجميل هو اكثر الناس بلا قلب، ولا ضمير، ولا احساس، قد يتسبب بردة فعل سيئة لمن ساعده واحتاج اليه.