ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم» رواه البخاري ومسلم.
يرجع هذا الجزء من الحديث إلى قصة قوم موسى عليه السلام الذين أنزل عليهم المن والسلوى، وأمروا بألا يدخروا منه شيئا، لكنهم خالفوا الأمر وادخروا، ففسد ما ادخروه. فكانت هذه الحادثة سببا في انتشار فساد اللحم في الأمة.
٭ ٭ ٭
نسمع أن أحدهم لديه أسطول ضخم من السيارات الفارهة، وآخر يملك العديد من العقارات الفارعة، والبعض الآخر يملك عددا ضخما من الساعات الباهظة الثمن، ولكن لا نسمع أن أحدهم يملك فاكهة متنوعة بكميات عديدة، أو لحما مطبوخا بكميات مهولة، أو مشاريب كالقهوة والشاي بكميات كبيرة.
٭ ٭ ٭
يقول تعالى: (كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى)، ويقول أيضا: (قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق).
٭ ٭ ٭
جبل الإنسان على حب التملك والاستحواذ والتفرد بالموجودات، فإذا استأجر شقة تمنى بيتا وإذا تملك بيتا تمنى قصرا. وهكذا هو ابن آدم رغبات جامحة كبيرة، ومتطلبات عديدة ضخمة، وسعي حثيث لا ينتهي.
في العالم هناك أشياء لها تاريخ صلاحية وهناك أشياء ليس لها تاريخ، فالمأكولات والمشروبات لا تدوم إلى الأبد بل لها تاريخ صلاحية قصير جدا، لذلك جاء بالإسرائيليات لو لم تفسد الفاكهة لخزنتها الملوك. أما السيارات والبيوت فتدوم لفترة أطول بكثير.
من رحمة الله عز وجل في البشر أن جعل لأطايب الطعام والشراب فترة صلاحية لا يستطيع الغني أن يحتفظ بها لنفسه لفترة طويلة، ولو كان التخزين جيدا وكان المكان مهيأ، لذلك تجدها مبذولة لجميع البشر فالفقير يشترك مع الغني في صنف المأكل والمشرب، ويتلذذ بهما كما الغني.
ولو كان العكس وكان لهذه الفاكهة واللحوم عمر أطول لاستحوذ عليها الأغنياء ولمنع الفقراء من تذوقها، أو شرائها، ولبيعت بأغلى الأثمان.
asfor83@gmail.com