كيف نجعل من الناشئة والشباب في الكويت طاقة تبني المستقبل في أجمل صورة؟
هذا السؤال هو الأهم على الإطلاق ونحن نتحدث عن بناء مفاصل الوطن، والنظر إلى المستقبل الذي أرى أنه أهم من الحاضر، لأن فيه الصمود أمام التحديات التي تزداد شراستها بمرور الوقت، نتيجة لما تحظى به وسائل التكنولوجيا من تطور مذهل وغير متوقع.
إن الكويت بلد صغير.. ولكن لديه طاقات شبابية متميزة، حيث إن المجتمع الكويتي كما تقول الإحصائيات السكانية مجتمع فتي، حيث تزيد فيه نسبة الشباب عن كبار السن بفوارق كبيرة، مقارنة بدول أخرى، وهذا الأمر مبعث أمل في قدرة هؤلاء الشباب على مواجهة التحديات والسير في طرقات التقدم والتطور.
وللدولة دور كبير في تشجيع الشباب وحضهم على أن يكونوا على قدر المسؤولية، وتزويدهم بجرعات متزايدة وكثيفة من التشجيع والدعم، أي أن مؤسسات الدولة كافة يجب أن تتكاتف لمواجهة هذا الأمر، وكذلك جمعيات النفع العام، والأسرة.
وأهم نقطة نتحدث فيها هي دور البيت من خلال التنشئة منذ الطفولة، والابتعاد كل البعد عن أن يكون الطفل الكويتي في رعاية وعناية عاملة المنزل طوال الوقت، يجب أن يكون في رعاية وتحت أعين الأب والأم، ولا مانع من أن تقوم عاملة المنزل مثلا بإجراء بعض الأمور الخاصة بالنظافة وغيرها، ولكن من المؤسف أن يترك الطفل معها طوال الوقت يتعلم منها ويتربى على طباعها.
وحينما يبدأ الطفل في الانتقال إلى مرحلة المراهقة التي تتميز بالتمرد بعض الشيء والرغبة في تحقيق الذات، هنا تبرز أهمية دور الأب والأم في التقويم والإصلاح، بأساليب راقية فيها الرفق واللين وكذلك الشدة، وكذلك دور المدرسة من خلال المناهج الدراسية التي يجب أن تكون فيها التربية الوطنية هي الأساس، أو من خلال الإرشاد الذي يجب أن يتبعه معلمو كل المواد الدراسية، وإدخال الوطنية والتسامح والمبادئ الأخلاقية الراقية في نفسه، ومحاولة كبح جماحه، من خلال القدوة.
كذلك هناك دور لوسائل الإعلام من خلال بث البرامج التربوية الشيقة غير الجامدة، ليس على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، ولكن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال الوصول إلى هؤلاء الشباب على المواقع التي يميل إلى وضع حساب فيها.
بهذه الطريقة وغيرها من الطرق التربوية الأخرى، نستطيع أن نضع في أبنائنا الشباب الطاقة التي من خلالها يكونون عونا للوطن في بناء مستقبله بصورة مشرفة.
اللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهده الأمين وأهلها وكل من يعيش على أرضها الطيبة.