الفضاء الإلكتروني من الوسائل التكنولوجية الحديثة التي يجب أن تكون موجودة في كل حياتنا اليومية، لأنها (رضينا أم لم نرض) أصبحت أسلوب حياة، ودخلت في كل ما يتعلق بنا للدرجة التي يصعب علينا التخلي عنها في أي اتجاه نسير فيه سواء في العلم أو الاقتصاد أو السياسة أو الثقافة والفنون.. وغير ذلك، فهي المحرك الرئيسي والأساسي للإنسان في هذا العصر.
وللفضاء الإلكتروني منافعه الكثيرة، يكفي أنه دليل على التطور، والتقدم، كما أنه جعل الحياة سهلة من خلال نقل المعلومات والتواصل المباشر، وتحسين الأداء والجودة لأي عمل، حيث إن الفضاء الإلكتروني في حقيقته نعمة، إلا أنه قد يصبح نقمة.. بل إنه قد يتحول إلى دمار، وخراب، وتفرقة وهدم لا مثيل له.
فالفضاء الإلكتروني للأسف حينما يستخدمه أصحاب القلوب الخربة، والضمائر الفارغة، يعيثون فسادا من أجل تحقيق مصالح ربما تكون كبيرة أو صغيرة لهم، لأن المهم لديهم أن تتحقق مصالحهم ولا يهم وقتها ما الذي أحدثته أفعالهم من دمار.
ونذكر هنا الاستخدام السيئ للإنترنت في ترويج الإشاعات، والعمل على نشرها على نطاق واسع، مع استغلال هؤلاء المخربين، باتساع الفضاء الإلكتروني، والتواري خلف أسماء وهمية مما يصعب اكتشافهم وملاحقتهم، بالإضافة إلى أن هناك من يستمع إليهم بسبب قلة الوعي، ويسعى من دون أن يدري إلى نشر إشاعاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذه الشائعات لها تأثير واضح على المجتمع بأفراده ومؤسساته الرسمية، فقد تتسبب إشاعة ما في تدمير أسرة وإدخالها في دوامة لا يمكن لها الخروج من وطأتها، كما يمكن لإشاعة أخرى أن تؤثر على المجتمع نفسه من خلال الضرب في مؤسساته، وإيجاد شقاق بين شرائحه باستخدام الكذب والتلفيق.
ونحمد الله أن الكويت منتبهة لهذه المسألة، فهناك الشرطة الإلكترونية التي تلاحق كل من تسول له نفسه المريضة ترويج الشائعات، ومن ثم تقديمه للقضاء كي ينال جزاءه.
فالفضاء الإلكتروني نعمة يجب ألا نترك أصحاب الضمائر الخربة أن يجعلوه نقمة.. هذا الدور مطالب به كل فرد في المجتمع لأن الموضوع عام، وضرره شامل.
اللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهده الأمين وكل من يقيم على أرضها الطيبة.