الكويت بطبيعة أهلها ومسارات تاريخها، بلد محب للسلام، ولا يجنح مهما كانت الظروف إلى العدوان، ويكره كل الكره طبول الحرب... بل إنه يمقتها، رغم أنه وقع تحت صخبها المنفر مرات عدة.
ولأن التوتر الأخير بين إيران وإسرائيل ليس ببعيد عنّا، فإن المطلوب التكاتف والتوحد تحت قيادتنا الرشيدة، من أجل أن يكون بلدنا بعيدا عن هذه الطبول التي تُقرع بلا هوادة.
ولقد انتبه المسؤولون في الكويت إلى هذه الأمور واستشعروا خطورة الوضع، لذا فإن مجلس الدفاع الأعلى بالكويت قام بإجراءات إيجابية وبناءة لمواجهة تداعيات الحرب، ولإدخال الطمأنينة في نفوس المواطنين والمقيمين على حد سواء، وأن هناك من يتابع الأحداث، ويأخذ الحذر تحسباً لأي مكروه.
والكويت اتخذت رأيها في ظل الإجماع الخليجي والعربي والإسلامي، بإدانة العدوان الإسرائيلي على إيران، ومع ذلك فإن المطلوب من المواطنين الكويتيين أن يبتعدوا عن مثيري الفتنة، والالتفاف حول القيادة الحكيمة، التي تعمل من خلال ثوابت عكفت الكويت على تحقيقها، وتريدها أن تكون طريقها نحو الأمن والاستقرار للمنطقة بأكملها.
فالحرب ليست بالأمر الهيّن ولا السهل، وللأسف هي تسحق بآلتها القاسية الضعفاء والأبرياء والأطفال، وهي شرّ، ندعو الله أن ينجينا منها.
ولقد رأينا طمأنة المواطنين والمقيمين من خلال تأمين مصادر التموين، والسلع الغذائية ورحلات السفر وغير ذلك من الأمور التي تهمهم، مما أدى إلى الراحة النفسية التــي تحقــقت للجميع، وهذا الأمر يعد من الإنجازات التي تضاف إلى حكومتنا الرشيدة، حيث إنها تسعى إلى أن تبقى الكويت على الدوام بلد الأمن والاستقرار والسلام، رغم أن طبول الحرب تدق بالقرب منها.
فالكويت والحمد لله، تنظر إلى الأمور بمنظور معتدل وموضوعي، أساسه تحقيق متطلبات المواطنين في حياة مستقرة آمنة، كما أنها تقف بجانب الدول العربية والإسلامية ضد العدوان الإسرائيلي الذي لا يتوقف، سواء في فلسطين أو لبنان، وأخيراً في إيران.
ندعو الله أن تتوقف طبول الحرب عن إزعاج الأبرياء والضعفاء، وأن يعم العالم كله الأمن والسلام، ويتحقق الخير للجميع.
اللهم احفظ الكويت وأهلها وكل من يقيم على أرضها الطيبة من كل مكروه.