تتمسك الكويت في سياستها الخارجية بمبادئ وقيم، مبنية على دعائم من السلام والتسامح والرغبة في أن تعيش كل الأمم والشعوب في أمان، بعيدا عن ويلات الحروب والصراعات.
وبالتالي، فإن الكويت منذ القدم، وهي تسعى إلى نجدة وإغاثة كل إنسان على وجه الأرض، يتعرض للنكبات في حياته، من خلال المساعدات المادية والمعنوية.
إن السياسة الخارجية للكويت تميل إلى الهدوء والموضوعية، والبعد عن التداعيات الإعلامية أو التفاخر بالإنجازات، حيث إنها تعمل في صمت وروية، لتنفيذ مبادئ وقيم قامت على أساسها.
فمنذ استقلال الكويت عام 1961، وهي تسير وفق سياسة خارجية معتدلة ومتوازنة ومنفتحة ومتواصلة مع المجتمع الدولي مرتكزة على السلم والأمن الدوليين، والصداقة المشتركة مع مختلف دول وشعوب العالم المحبة للسلام، حيث إن من أهم المبادئ والقيم التي تلتزم بها الكويت، خلال تعاملها مع الدول، احترام السيادة، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة كانت، وحسن الجوار والتمسك بالشرعية الدولية والقانون الدولي، والسعي إلى الأمن والسلام، واستخدام الحوار بديلا عن الصراع والحروب في تسوية النزاعات بين الدول، إضافة إلى العمل على تحقيق أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وعلى هذا الأساس، تأتي التحركات الجادة للقيادة الكويتية في سبيل تعزيز هذه المبادئ والقيم، وتأكيدها على مستوى العالم، وبالتالي فقد حرص صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد على أن تكون الكويت عنوانا للأمن والسلام، وأن تكون رايتها بيضاء تدعو إلى الخير والحب، وتنبذ العنف والصراع، وتدفع إلى تأسيس المفاهيم الإنسانية، من أجل التخفيف عن الذين يجدون أنفسهم وسط صراع لا يعرفون عنه شيئا ولا علاقة لهم به.
إننا نشاهد بفخر واعتزاز ما يقوم به صاحب السمو الأمير من زيارات إلى دول شقيقة وصديقة، واستقبال قادة في الكويت، من أجل توضيح هذه المبادئ والقيم التي تتبناها الكويت، وترى أنها السبيل الوحيد لتعيش الشعوب في مأمن من كل الحروب المدمرة.
وفي هذا السياق، نشيد بالزيارة الأخيرة لصاحب السمو الأمير إلى فرنسا، التي اعترفت باستقلال الكويت عام 1961، وشاركت مع الدول الشقيقة والصديقة في تحرير الكويت عام 1991.
فبين الكويت وفرنسا تعاون كثير في المجالات الثقافية والعلمية والتقنية والعسكرية والاقتصادية.
وتمثل زيارة صاحب السمو الأمير
الشيخ مشعل الأحمد إلى فرنسا الصديقة محطة مهمة لتأكيد العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين.
اللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهده الأمين وأهلها وكل من يقيم على أرضها من كل مكروه.