اليوم كلماتنا تسلط الضوء على شخصية من نوع متميز تذكرنا بعبق الماضي وأخص «مجال المسرح»، ففي الماضي كانت لدينا مدارس تمثيلية كثيرة وكانت تنسب لمؤسسيها منها: «زكي طليمات.. عبدالمنعم مدبولي.. فؤاد المهندس.. كرم مطاوع» وغيرها من أسماء مازالت إلى الآن لامعة وساطعة في فضاء المسرح العربي.
قبل أن تسلط كلماتنا على الشخصية وتذكر حروف مقالنا من هو؟ وجب علينا أن نذكر الأسباب لسطور مقالنا Professore:
منذ أيام كنت أشاهد إحدى المقابلات على إحدى المنصات وكانت الحلقة تسلط الضوء على مسرحية «حواديت» التي تعرض على مركز الإبداع الفني التابع لوزارة الثقافة المصرية وكانت الحلقة مستضيفة كل ممثلي العرض المسرحي ومخرج العرض Professore خالد جلال، بعيدا عن العرض وأداء الممثلين الأكثر من المبدع وعناصر العرض المسرحي المكتملة بصورة فوق الممتازة استوقفتني دهشة المذيعة التي ذكرت في حوارها أنها من الشخوص التي واكبت أغلبية نتاج هذا الصرح «مركز الإبداع الفني»، وكيف إلى الآن مستمر في نفس المستوى المسرحي المتميز إلى أن أصبح بصمة في تاريخ وزارة الثقافة المصرية وأكاديمية منتجة ومثمرة لصناعة الثقافة المصرية سواء على الصعيد المسرحي أو الدرامي، وهنا توقفت مع كلمات المذيعة وأخذتني حروفها بعجلة الزمن لترجع بي إلى زمن زكي طليمات وكرم مطاوع وغيرهما من عمالقة الثقافة الذين أثروا وأعطوا للمسرح العربي وحصدوا ثمارهم من العديد من الشخوص المسرحية التي أكملت مسيرتهم على نهج أساتذتهم، رحمهم الله، بل نجد البعض من هؤلاء التلاميذ لم يكتفوا بأن يسيروا على نهج أساتذتهم بل قاموا بتطوير هذا النهج ليواكب العصر ومنهم خالد جلال أيقونة المسرح المعاصر الذي جعل من مركز الإبداع الفني الذي يترأسه منذ عام 2002 أكاديمية فنية تصنع وتصقل المواهب ليصبحوا نجوم المستقبل.
إن ما قام به خالد جلال على مدار ربع قرن لم يعد تجربة بل مدرسة احتذى به الكثير من المسرحيين في الوطن العربي، فأخذوا ما يقوم به من كيفية عمل الورش وتوصيف المناهج الموضوعة لتدريس تلك المواهب وأصبحت مدرسة خالد جلال تطبق في العديد من دول الوطن العربي، وهنا وجب علينا أن نطلق عليه لقب Professor.
مسـك الختام: يا رابع الفنون في عالم الجمال.. تخاطب الجمهور بالسفر والأمثال.. تروي عن الحياة.. تروي عن الأجيال.. تدعو للاقتداء بصالح الأعمال.. ذلك هو المسرح.
Nermin-alhoti@hotmail.com