وفي مشاهد غير إنســانية، لا يزال الصهاينة يمارسون أبشع جرائمهم النكراء، باستهداف المدنيين العزل، حاملين روايتهم المكذوبة بأنهم يهاجمون «إرهابيين» و«حاملي سلاح» وأن أهدافهم لا توجه على «المدنيين» متناسين أن الكاميرات ووسائل النقل الإعلامية الحديثة تفضح أكاذيبهم.
ففي النصف الأول من أغسطس، استهدفت إحدى غاراتهم الجبانة خيمة إعلامية خارج مجمع الشفاء الطبي، فاغتالت الشهيد البطل الصحافي أنس الشريف، وارتقى معه صحافيون آخرون، في محاولة جبانة لاغتيال الكلمة واغتيال الكاميرا.
إن الشيطــان لا يعرف سوى منـطق التـمرد، ولا يتــغذى إلا على غواية القــتل والفتك، وهكذا كرروا فعلتهم القذرة، مصرين علــى شيطنة الفطرة الإنسانيــة، موجهـين سهامهم نحو مجـمع ناصر الطبي في غزة وقــد أسفـر الاستهداف عن ارتقاء 5 صحافيين، إلى جانب شهــداء آخرين من الطاقم الطبي.
وفــي مشهد من الكوميديا الســـوداء التــي اعتــدناهــا، لا نملك إلا أن نستــنكر ونشجب ونندد، بينما يواصـل الصهاينة المجرمون استهداف الأبرياء بلا رادع.
وعلى أثر تلك الاستهدافات الخبيثة، أعلنت المصورة الصحافية الكندية فالوري زينك استقالتها من وكالة رويترز، احتجاجا على المجازر التي ترتكب بحق الصحافيين الأبرياء في غزة.
وليس ذلك فحسب، بل تتوالى الأفعال الجبانة التي يمارسها الاحتلال بحق أهل غزة، من تجويع وإذلال وحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية، كالدواء والعلاج.
هي ليست حربا بقدر ما هي حصار غير مبرر، واستهدافات جبانة لم تلق أي رادع حقيقي أو استنكار فعلي من الدول والمؤسسات التي يفترض أنها تحمل على وجهها اتفاقيات حقوق الطفل وقوانين حقوق الإنسان في العيش الكريم.
إنهــا ممارسات إرهابية تخاض بالتجويع، وتستكمل بمنع الرواية ومحاولة إخــماد الكلمة!!