فجعت صباح الجمعة في الأول من أغسطس 2025 وأنا خارج البلاد بخبر وفاة الأستاذ الفاضل والمعلم الوقور مطلق القراوي، رحمه الله، ووقع الخبر صاعقا على القلب والوجدان لما لهذا الرجل مـن منــاقب وأعمال خيرية لا يمكن أن تقف بوفاته، رحمه الله تعالى، وبهذه الأعمال الخيرية النوعية ينطبق عليها الحديث الشريف «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» رواه مسلم.
ومن هذه الأعمال الخيرية عندما خدم في قطاع الدراسات الإسلامية وتعليم القرآن في وزارة الأوقاف كان له أثر إيجابي في توسيع مراكز القرآن الكريم في كل محافظات الكويت، إضافة إلى مشاركته في تأسيس مركز الوسطية في الكويت الذي كان له النصيب الأكبر من تصحيح المفاهيم لدى الناس عن الإسلام ومشاركته في عضوية مجلس إدارة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وأمين سرها، والذي كان له اثر بالغ في تنوع العمل الخيري للهيئة وعلى الصعيد الخارجي، فقد عمل المرحوم بإذن عملا خيريا متقنا خاصة بعد تقاعده من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية 2013، فقد أسهم في مجالس أمناء العديد من الجامعات الإسلامية في تايلند والسودان، وأصبح مستشارا خاصا لرؤساء هذه الجامعات، بل شارك، رحمه الله تعالى، في إنشاء مدارس قيمية في تايلند. كما كان، رحمه الله تعالى، عضو مجلس أمناء الوقف الإسلامي في هولندا وأشرف على العديد من المراكز الإسلامية في أمستردام، ومنها مسجد الكويت الأزرق ومركز الوسطية في أمستردام، كما أسس في مدينة شيفلد البريطانية مع جمع من إخوانه أمثال د.خالد المذكور، حفظه الله، وغيره مركز شيفلد الذي قام على أسس شمولية تجمع بين العبادة والثقافة والخدمة المجتمعية. كما جاب الراحل عدة دول في العالم حاملا رسالة الوسطية الإسلامية والوقوف في وجه التطرف والغلو.
إن رحيـل الأســتاذ مطلــق القــراوي يعتــبر خسارة للمشاريع الإسلامية، ولا أقصد بــذلك الخــسارة المادية، بل خسارة الرأي السديد والعقل الراجح، رحمك الله أبا محمد، حقا سنفتقدك وسنفتقد قلمك وما دأب على خطه على مدى فترة طويلة في مقالاتك عبر «الأنباء»، ولكن أمر الله نافذ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله و(إنا لله وإنا إليه راجعون).