يقال إنه لا يحس بالشيء إلا من عايشه وعايش لحظاته، ولحظات الغزو العراقي الغاشم للكويت لا أجد كلمات تصفها من فظاعتها، فقد تعدت جرائم الاحتلال العراقي كل الحدود، فلم يردعهم دين أو أخلاق أو أي رادع. إن الغزو العراقي الغاشم استحق ان يكون جريمة العصر، فالغدر كان له عنوانا والخيانة كانت له طريقا والإجرام كان نظام عمل في الكويت أثناء الغزو.
ان جريمة الغزو العراقي للكويت لا يمكن أن تمحى من ذاكرة كل كويتي وكل شريف لأننا باختصار لا نزال نعيش آثارها إلى اليوم، فكل ما ألم بالأمة العربية والإسلامية من مصائب بعد 1990 كانت بسبب الغزو العراقي الغاشم، فمؤتمر مدريد وما تبعه من أوسلو وغيرها لما سمي بالسلام بين دولة الكيان الصهيوني ما يسمى بـ «إسرائيل» والعرب ما هو إلا إحدى نتائج الغزو العراقي الكارثي على الأمة الإسلامية والعربية.
ان الغزو العراقي الغاشم للكويت لم يكن جريمة بحق الكويتيين فقط، وإنما هدد كل دول مجلس التعاون الخليجي بل كان العدوان على البشر وأمات الطير بالسماء والأرض ولوث البيئة من خلال حرق الآبار النفطية الكويتية.
هنا أود أن أخاطب من يقول إنه مضى على الغزو العراقي الغاشم خمسة وثلاثين عاما وإلى متى وأنتم تتحدثون عن الغزو؟، فأقول لهم كيف ننسى مرارة الغزو وهو من شردنا وأدخل في قلوبنا الخوف والهلع؟ ماذا نقول للأم التي قتل أولادها أمامها؟ والزوجة التي قتل زوجها أمامها؟ ماذا نقول للأسرى الذين لم يعثر على بعضهم إلى الآن بعد مرور هذه السنين؟!
إن الغزو العراقي شرخ وجرح لا يمكن أن يندمل، حتى وان عادت العلاقات، ولكن ما نراه هذه الأيام من ادعاءات عراقية بأحقيتهم بخور عبدالله البحري ليعيد الذكريات الأليمة للغزو وعلينا الحذر، حيث يقول المثل العربي «اللي تلدغه ثعبان لا يأمن لفة الحبل».
إن الوحدة الوطنية هي سلاحنا الأهم لمواجهة مخاطر الزمن، والحمد لله أن الكويت محمية بحماية الله سبحانه وتعالى، ثم بقيادتها التي تعتبر الكويت خط أحمر.