لم نستغرب أبدا وقوع الهجوم الغادر الذي قام به العدو الصهيوني على دولة قطر الشقيقة لاغتيال الوفد التفاوضي لـ «حماس»، هذا الهجوم الذي ينم عن عدم احترام هذا الكيان الغاصب والغادر للقوانين الدولية، وهم هنا يعيدون التاريخ إلى الذاكرة عندما حاصرت قريش وحلفاؤها المدينة في غزوة «الخندق»، وقام يهود بني قريظة بالغدر بالمسلمين وتحالفوا مع المشركين ضد النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين، فهم كما وصفهم الله عز وجل: (أوكلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون ـ البقرة: 100).
ومنذ أن أعلن رئيس وزراء العدو الصهيوني عما يسمى بـ «إسرائيل الكبرى» توقعنا أنه سيقوم بحماقة جديدة! وهنا لا يهمنا الفعل مع شناعته، ولكن الأهم هو رد الفعل!
لا شك أن ما رأيناه من رد فعل كبير من قبل دول مجلس التعاون الخليجي باعتبار قطر إحدى دول المجلس والاعتداء عليها هو اعتداء على جميع الدول، وكذلك ردود الفعل العربية والدولية التي كانت جيدة ومؤيدة لقطر ومنددة بالعدوان الصهيوني عليها.
ولكن المطلوب أكثر من ذلك، فلابد من سبيل لردع مجرم الحرب هذا والمطلوب دوليا بنيامين نتنياهو، فهو ما قام بهذا العمل الغادر إلا لإفشال مفاوضات وقف الحرب في غزة، لأنه في حالة الوصول إلى اتفاق، فإن مستقبله سيصبح مظلما، والسجن ينتظره.
وهنا يجب الوقوف وقفة حقيقية بعيدة عن المجاملات السياسية والديبلوماسية، وأولها وقف التطبيع مع هذا الكيان، واعتباره عدوا، ويجب إصدار قرار من قبل كل من الجامعة العربية، ومجلس التعاون، ومنظمة التعاون الإسلامي، بإلغاء كل الاتفاقيات والمعاهدات مع هذا الكيان الغاصب، من «كامب ديفيد» و«أوسلو» و«وادي عربة»، وكل الاتفاقيات الثنائية والتجارية والسياحية.. وغيرها.
إن هذا الكيان يرانا نحن المسلمين والعرب عدوا له، فلماذا نمد له غصن الزيتون بينما هو يرد علينا بالصواريخ؟! كلنا نتذكر ما حدث في حرب أكتوبر 1973 واستخدام سلاح النفط، وكيف ذهل العالم من الموقف العربي الصلب! والآن نمتلك أسلحة أخرى من وقف التطبيع وإلغاء الاتفاقيات، فالمثل الشعبي يقول: «يد واحدة لا تصفق!».
وعلى الشعوب العربية والمسلمة كافة أن تكون على أتم الاستعداد للوقوف مع قادتها من أجل تحرير فلسطين والمسجد الأقصى المبارك، وذلك بمقاطعة الكيان الغاصب وعدم التعامل معه، وتوفير البديل العربي والإسلامي، ولنا في دولة الكويت مثال حي في المقاطعة الشاملة لكل منتج مرتبط بالشركات الصهيونية.
ما قام به قادة ورؤساء الدول الشقيقة والصديقة بزيارة دولة قطر الشقيقة بعد العدوان يمثل دعما معنويا كبيرا، وهنا تكمن أهمية عقد جلسة طارئة لمجلس التعاون الخليجي في الدوحة لإظهار الدعم الحقيقي، ونتمنى أن يتخذ قرار بوقف التطبيع في هذا المؤتمر.
ونحن نقول: كلنا قطر، ونقف مع قطر، ونذكر أنفسنا بأن الخطر الصهيوني على الجميع، المثل يقول «أكلت يوم أكل الثور الأبيض».