تعتبر التعيينات في المناصب الحكومية واحدة من أبرز المعالم التي تعكس الديناميات السياسية في الولايات المتحدة. حالة إليز ستيفانيك، التي تم ترشيحها من قبل الرئيس ترامب لتكون السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، تجسد التعقيدات السياسية التي تواجهها الإدارات في زمن الأزمات.
في 20 يناير 2025، تم ترشيح ستيفانيك، التي تعتبر واحدة من أبرز الحلفاء لترامب، لتولي هذا المنصب الرفيع. كانت التوقعات مرتفعة، حيث كان يعتقد أنها ستؤكد بسهولة نظرا لدعمها القوي من قبل الحزب الجمهوري. ومع ذلك، في 27 مارس 2025، جاء القرار المفاجئ بسحب ترشيحها، مما أثار تساؤلات حول الأسباب وراء هذا التحول.
المخاوف بشأن الأغلبية الضئيلة للحزب الجمهوري في مجلس النواب كانت في صميم هذا القرار. في وقت كان كل صوت مهما، ظهر القلق من إمكانية فقدان أي مقعد نتيجة مغادرة ستيفانيك للمجلس، هذا الأمر يعكس التوترات السياسية والاعتبارات الاستراتيجية التي تواجهها الإدارة.
إحدى النقاط المثيرة للاهتمام في هذه القضية هي موقف ستيفانيك من قضايا الشرق الأوسط، خاصة دعمها لإسرائيل، والتي كان آخرها في جلسة النقاش التي تمت حول ترشيحها. كانت هذه الجلسة طويلة، لكنها تستحق المشاهدة لعدة اعتبارات، سواء من حيث طريقة النقاش والتعيين أو الردود التي قدمتها، حتى وإن كانت مستفزة وصادمة في دفاعها عن إسرائيل.
تدل حالة ستيفانيك بوضوح على أن التعيينات ليست مجرد إجراءات روتينية، بل هي مزيج معقد من الاستراتيجيات السياسية والاعتبارات الانتخابية، فضلا عن النقاشات المسبقة التي تهدف إلى إثبات قدرة المرشح على المنصب وأفكاره وخططه ورؤيته.
ورغم سعادتي بعدم ذهاب ستيفانيك إلى الأمم المتحدة في ظل مواقفها المناهضة للقضية الفلسطينية ودعمها لمجازر إسرائيل في غزة، مع حدية موقفها وتذكر نقاشها المستفز حين أهانت في الكونغرس رؤساء أعرق الجامعات الأميركية، بما في ذلك جامعة هارفارد، يبقى سحب ترشيحها تذكيرا بأن كل صوت وكل قرار في الكونغرس يمكن أن يكون له تأثير كبير على مستقبل السياسات الأميركية وعدم الاستقرار السياسي الذي يمكن أن يواجهه أي حزب، خاصة في أوقات الأزمات، والانقسام الحاد الذي تشهده الولايات المتحدة في ظل ترامب!