يعتبر الوعي من أهم الصفات الإنسانية التي تميزنا عن باقي الكائنات، إنه ليس مجرد مفهوم فلسفي، بل هو عبارة عن حالة من الإدراك والفهم العميق يكتسبها الفرد من تجاربه ومعارفه، وكثيرا ما يعتقد أن الوعي يأتي مع تقدم العمر، ولكن الحقيقة هي أنه يمكن أن يكون للأشخاص من جميع الأعمار مستوى عال من الوعي.
في بداية الحياة، يمر الأفراد بتجارب كثيرة تسهم في تشكيل وعيهم، فالأطفال على سبيل المثال يظهرون مستويات عالية من الفضول والإدراك، فإنهم يتعلمون من خلال المشاهدة والاستكشاف، ويكتسبون معرفة ذات قيمة دون الحاجة إلى سنوات من الخبرة، لذلك من المهم أن نلاحظ أن الوعي يمكن أن ينمو وينضج بغض النظر عن عمر الشخص.
ومن ناحية أخرى، نجد أن بعض كبار السن قد لا يكون لديهم الوعي الذي نتوقعه منهم، فالوعي يتطلب التفكير النقدي والتأمل، وأحيانا يأتي من تحديات الحياة والتجارب القاسية، لذا، فإن الأمر لا يتعلق بالسن، بل بالتجارب التي عاشها الفرد ومدى استجابته لها.
تشير الدراسات إلى أن الأفراد الذين يستثمرون في تنمية وعيهم، سواء من خلال التعليم، أو التأمل، أو النقاشات الفلسفية، يحققون تقدما ملحوظا في طريقة فهمهم للعالم من حولهم، فإنهم يتعلمون كيفية التفاعل مع المواقف بتفكير أعمق، مما يسمح لهم باتخاذ قرارات أفضل، بغض النظر عن أعمارهم.
ففي مجتمعنا اليوم، يجب أن نعيد النظر في كيف نقيم الوعي، بدلا من ربطه بالعمر، لذلك يجب علينا تشجيع التفكير العميق والتعلم المستمر في جميع مراحل الحياة، فكلما زادت المعرفة والتجارب، زاد وعي الفرد، فيجب علينا دعم الأنشطة التعليمية والثقافية التي تنمي الوعي وتوجه الأفراد في جميع الأعمار نحو تحقيق إمكانياتهم الكاملة.
الخلاصة: الوعي ليس بالضرورة مرتبطا بالعمر، بل هو نتاج للتجارب والمجهود الشخصي، لنشجع الجميع سواء كانوا شبابا أو كبارا، على تعزيز وعيهم وتحقيق إمكانياتهم، فإن الوعي في العقل يمكن أن يكون قوة دافعة نحو مجتمع أكثر تفهما وحكمة، ويجب أن نؤكد أيضا أن الوعي هو نتيجة للتجارب والمعرفة التي تكتسبها على مر الزمن، وهي ليست مجرد وظيفة للعمر، فيجب تشجيع الأفراد في جميع الأعمار على السعي لتطوير وعيهم، مما يسهم في بناء مجتمع أكثر عطاء وفهما، فكلما زاد وعي الأفراد، زادت قدرتهم على التأثير الإيجابي في مجتمعاتهم.
Samiraalkandari24@gmail.com