في لحظات المرض يتوقف الزمن قليلا، ليذكرنا بأن الإنسان مهما بلغ من مجد وشهرة، يبقى قلبا نابضا وروحا مرهفة تحتاج إلى الدعاء والحب، واليوم ونحن نتابع حالة الفنانة القديرة حياة الفهد نجد أنفسنا أمام رمز ليس فقط للفن الكويتي، بل للفن الخليجي والعربي ككل.
منذ بداياتها الأولى في ستينيات القرن الماضي، وقفت حياة الفهد على خشبة المسرح وشاشة التلفزيون بكل قوة وإصرار، لتصبح «سيدة الشاشة الخليجية»، أدوارها لم تكن مجرد تمثيل، بل كانت مرآة لحياة الناس، لقضاياهم، لأفراحهم وأحزانهم، كانت تختار أدوارها بعناية لتترك أثرا إنسانيا واجتماعيا، وهو ما جعلها جزءا من ذاكرة المشاهد الخليجي والعربي.
قدمت حياة الفهد عشرات الأعمال التي تحولت إلى علامات فارقة في الدراما الخليجية أعمالا ناقشت قضايا المرأة والأسرة والمجتمع، ونقلت صورة واقعية عن تفاصيل الحياة اليومية، لم تكن مجرد ممثلة، بل كانت معلمة لجيل كامل من الفنانين الشباب الذين وقفوا أمامها وتعلموا منها الصدق في الأداء والالتزام بالرسالة الفنية.
ما يميز حياة الفهد ليس فنها فقط، بل إنسانيتها العالية، كل من عمل معها يشهد برقيها وتواضعها، وكل من تابعها أحس بصدق مشاعرها، هي قريبة من الناس، صوتها يلامس القلوب، وكلماتها تترك أثرا طويل الأمد، لذلك لم يكن غريبا أن تحتل مكانة خاصة في قلوب الملايين.
اليوم وفي ظل مرضها وتعبها، يقف جمهورها في كل مكان ليرفع أكف الدعاء لها، فهي ليست مجرد فنانة كبيرة، بل رمز من رموز الكويت والخليج، فالدعاء لها بالشفاء العاجل أصبح واجبا إنسانيا وفنيا، فهي جزء من ذاكرتنا الثقافية وجزء من حياتنا اليومية، سلامتك يا أم سوزان قلوب الملايين معك، ودعواتنا تسبقك أينما كنت، فنك سيبقى خالدا في وجداننا، وأنت ستبقين دائما قلب الفن النابض.
Samiraalkandari24@gmail.com