تزايدت مؤشرات الإنفاق العام العسكري في العديد من الدول جاهدة لملء ترساناتها الدفاعية بأحدث التكنولوجيا المتطورة لمواجهة تفاقم الأزمات العسكرية الدولية التي باتت تهدد الأمن والسلم الإقليمي والعالمي، ما حدا بالدول إلى التعاقد مع العديد من الشركات المصنعة والمنتجة للآلات والمعدات الميكانيكية والمكونة للمنظومات التوجيهية والإلكترونية لتأمين احتياجاتها الدفاعية.
إلا أن تلك الشركات في حقيقة الأمر تواجه العديد من التحديات التصنيعية والزمنية القياسية المتعلقة بسلاسل الإمداد لتوزيع مراحل التصنيع في عدة دول بناء على أماكن توافر تلك المواد الخام والرقائق التكنولوجية ومراكز الثورات التصنيعية الفائقة وبحسب كلفة الإنتاج ومدى جودتها، لتخلق بذلك مشاكل أمنية متجذرة قد يعرضها لهجمات الباب الخلفي (سلاسل الإمداد الخارجية)، والتي تأخذ شكل الولوج غير المشروع لشبكات الموردين أو المستورين وقرصنتها بما يتسبب في تلفها أو تعطيلها أو توجيهها والتحكم بها بخلاف إرادة المستوردين أو الموردين، والتي في بعض الأحيان يصعب تتبعها، خصوصا مع الضلال وغياب الشفافية عن الشركات المتعاقدة من الباطن في مراحل التصنيع والتوريد.
هذا بالإضافة إلى اضطرابات الملاحة البحرية التي تشهدها الساحة الدولية نتيجة تلك الأزمات المتصاعدة وانعكاساتها اللوجستية من فقدان التأمين الشامل من وصول الشحنات العسكرية في وقتها وحجمها.
لذا، تظهر أهمية تأمين الصناعات الدفاعية الأساسية المحلية والإقليمية، من خلال تفعيل دور العديد من المنظمات الإقليمية الأمنية المعنية بتأمين الأسلحة الدفاعية للوصول إلى الاكتفاء الذاتي الإقليمي، والاستفادة المثلى من الوضع الراهن على المستوى الاقتصادي الدولي الذي سيشهد رغم التذبذبات الأمنية العالمية نشاطا متزايدا نتيجة قرار الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة والذي ستنعكس ثماره بصورة كبيرة على اتحاد المصارف المركزية الدولية المرتبطة عملتها بالدولار ما يتيح فرصا للاقتراض وإعادة الجدولة سواء للأفراد أو الدول لاسيما الدول النامية، ما يخلق مناخا جاذبا لتوجيه الاستثمار المحلي بشراكة مع القطاعين الخاص والعام في الاستثمار بالبنية التحتية الدفاعية من تصنيع الذخائر والمعدات العسكرية الأساسية، وبرامج أمن المعلومات التقنية والتكنولوجية الحربية المتطورة، ولاسيما أبحاث علوم الفضاء العسكرية لتأهيل كوادر احترافيه لرصد الاختراقات الأمنية السيبرانية والتصنيعية لتعزيز تطور المنظومة الدفاعية والأمنية باستمرار.
tahanihuman@gmail.com