رسمت مثالية الرئيس الاميركي الأسبق وودرو ويلسون مع بدايات القرن العشرين شكل العلاقات الدولية الناجحة التي تحترم فيها الدول سيادة ومصالح الدول الأخرى، بما يعزز الأمن الجماعي واستقرار المعاملات الإنسانية الرامية إلى الارتقاء بالعنصر البشري وإشراكه في العملية التنموية، بما يحفظ حقوقه من خلال إقرار حق العمل وحماية الطفولة ومنح الأمم حق تقرير المصير، ويعم الانفتاح الديبلوماسي العالمي المتمثل في الانسجام الاجتماعي وغياب الصراعات الامبريالية.
ومهد بذلك إلى إنشاء بيئة تجارية عادلة تتيح انسيابية الملاحة البحرية التجارية المنعشة للأسواق الاقتصادية والاستثمارات العالمية، في جو من المفاوضات السلمية ذات طابع تعاون مؤسسي كأول هيكل دولي يعكس تصوره الإنساني عن السلام العالمي، إلا أن تجربته في إنشاء عصبة الأمم المتحدة آنذاك لم يكلل لها النجاح. رغم ذلك صمدت مبادئه إلى يومنا هذا كمنهج قانوني تبنتها جميع السياسات الاجتماعية والتجارية في الهيئات والمؤسسات الدولية الحكومية أو غير الحكومية التي اتخذت شكل اتفاقيات ومواثيق دولية واقليمية، ومنها الاتفاقيات التجارية المعنية بالرسوم الجمركية والقواعد الأساسية التي اتخذتها منظمة التجارة العالمية، بما يقضي بتقييد فرض الحصار الاقتصادي كعقوبات دولية، وإلزامية التشاورات البناءة السياسية والفنية للمسائل المتعلقة بالتعريفات والإمدادات اللوجستية والخدماتية لعمليات النقل والشحن التجاري الدولي لاسيما النقل البحري وما قد يعتريه من اعتراضات ومخاطر تهدد استقرار تدفق الموارد الاستهلاكية والإنتاجية للأنشطة الاقتصادية، إلى جانب دفع عجلة الاستثمارات التجارية المتبادلة.
فنجاح القمة الخليجية -الأميركية يعكس عمق رسوخ تلك المبادئ ووحدة وتلاحم المنظومة الخليجية برؤيتها الثاقبة نحو تحقيق أمن واستقرار المنطقة الإقليمية وازدهارها.
tahanihuman@gmail.com