نعم.. 9 عقود من النهضة الاقتصادية في البلاد، وقد لا يوافقني البعض في اعتبار العقود الفائتة نهضة فعلية إلا بعد قيام الكويت مستقلة بصدور الدستور الكويتي عام 1962 إلا أن تاريخ الاقتصاد الكويتي سبق الدستور، وهذا إن دل فإنما يدل على أن الكويت سبقت نهضتها الشاملة بنهضة اقتصادية نفطية رائدة في الإقليم الخليجي.
ولعلني هنا استذكر أهمية شركة نفط الكويت (Kuwait Oil Company - KOC) لأنها واحدة من أهم وأقدم شركات النفط في الكويت والمنطقة بشكل عام، هذه الشركة التي لعبت دورا كبيرا في النهضة الاقتصادية للدولة، تأسست عام 1934، وهي شركة تابعة لمؤسسة البترول الكويتية، وترجع أهميتها لمساهمتها في العديد من الجوانب الاقتصادية والاستراتيجية، إذ عرفت انها الشركة الأولى المسؤولة عن استكشاف وإنتاج النفط الخام في الكويت. واليوم تعد البلاد واحدة من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، ولها الدور الكبير في وصولنا إلى هذه المرحلة المزدهرة، ولله الحمد والمنة، كما تسهم الشركة بنحو 90% من عائدات الدولة، مما يجعلها العمود الفقري للاقتصاد الكويتي، واستطاعت أن تثبت جدارتها في العمل على استكشاف وإدارة احتياطيات النفط والغاز الطبيعي في البلاد، فأثبتت قدرتها الفعلية على تطوير تقنيات حديثة لزيادة كفاءة الإنتاج وتقليل التأثيرات البيئية، وفي برامج لها مكافحة التلوث البيئي أيضا.
وفي سياق الحديث عن شركة نفط الكويت فقد أثبتت جدارتها في الجانب الاستراتيجي لتوفير الطاقة اللازمة لتأمين احتياجات الطاقة محليا ودوليا، إذ لها الدور الكبير في تعزيز مكانة الكويت كدولة مؤثرة في سوق الطاقة العالمي، ما أدخل الدولة إلى سوق الاستثمارات التكنولوجية والصناعات النفطية والبتروكيماوية، وساعد الدولة على افتتاح أضخم المصافي البترولية لتحسين كفاءة الإنتاج والحفاظ على البيئة، فعملت المحطات والمصافي على تعزيز استخدام تقنيات الاستخلاص المعزز للنفط (EOR) لزيادة إنتاج الحقول القديمة، وكان دورها في مجال الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية، عبر تنفيذ العديد من البرامج للحفاظ على البيئة والمساهمة في التنمية المستدامة، وقد قدمت شركة نفط الكويت مبادرات لتعزيز التنمية الاجتماعية والبنية التحتية.
وفي الحقيقة، لابد من الحديث عن المبادرة البيئية التي شملت برنامج إعادة تأهيل البيئة، والذي تضمن إصلاح التربة والمناطق المتضررة من حرق الآبار على يد المحتل العراقي البائد، كما قامت الشركة بتنفيذ مشروعات لزراعة الأشجار والنباتات المحلية لتحسين التنوع البيولوجي، وقدمت مشروع الحزام الأخضر الذي تضمن مبادرة لإنشاء مناطق خضراء حول المنشآت النفطية والمناطق الحضرية للحد من التصحر وتحسين جودة الهواء، وتقليل الانبعاثات الكربونية من خلال تبني الشركة تقنيات حديثة لتقليل الانبعاثات وتحسين كفاءة استغلال الغاز المصاحب لإنتاج النفط.
وفي مجال الصحة والسلامة، قدمت مبادرات عدة منها تعزيز ثقافة السلامة التي تضمنت برامج تدريبية مكثفة للموظفين لتعزيز معايير الصحة والسلامة في مواقع العمل، ومبادرة مشروعات إدارة النفايات الخطرة، عبر تطبيق أنظمة متقدمة للتخلص من النفايات النفطية بطريقة آمنة.
أما عن مبادرة التعامل مع الطوارئ فقد أنشئت فرق متخصصة لإدارة الأزمات والكوارث البيئية، ولذلك كان ومازال لشركة نفط الكويت الدور الكبير في مجال مبادرات التدريب والتعليم الوظيفي للشباب الكويتي في قطاع النفط والغاز بمد جسور الشراكات مع الجامعات المحلية والدولية لدعم الأبحاث العلمية. وفي مجال الرياضة دعمت شركة نفط الكويت الأنشطة الرياضية والفعاليات الثقافية، ناهيك عن حملات توعوية للتثقيف في الجانب الصحي والاجتماعي.
كما ساهمت الشركة في إنشاء مجمعات سكنية للعاملين في القطاع النفطي وتطوير بنية تحتية مستدامة.
الخلاصة: إن شركة نفط الكويت اعتبرها الرائدة في نهضة الاقتصاد الكويتي وهي الشركة الأم التي تولد من رحمها استراتيجية الاقتصاد النفطي الكويتي، ولذلك، فبالتأكيد شركة نفط الكويت ضمانة للتنمية المستدامة ولمستقبل أجيالنا.
نعم.. 90 عاما على نهضة الاقتصاد الكويتي.
gstmb123@hotmail.com