يصادف اليوم الذكرى السنوية الثـــامنة عشرة لوفاة أمير الكويت الراحــل سمو الشيخ جابر الأحمد، طــيب الـله ثراه، الذي وافته المنية في 15 يناير 2006. تعرف هذه الذكرى بمسيرة عطاء حافلة رسخت في قلوب الكويتيين ووجدانهم، حيث كان الشيخ جابر يلقب بـ «أمير القلوب» نظرا لعطائه الكبير وحنانه العميق.
ســمو الشيخ جابر الأحمد كان الحــاكم الثالث عشر للكويت والثالث منــذ إعلان استقلال الكويت عام 1961. ولــد عام 1926 وتلقى تعليمه في مدارس المباركيـة والأحمدية والشرقية. بدأ حياته العملية في يناير 1949 بتعيــينه رئيسا للأمن العام بمدينة الأحمدي، وفي عام 1959 عين رئيسا لدائرة المال والأملاك العامة، وبعد الاستقلال عام 1961 عين وزيرا للمالية والصناعة في أول وزارة وتحديدا في 17 يناير 1962. في عام 1965 عين رئيسا لمجلس الوزراء قبل أن تتم مبايعته وليا للعهد ثم يتبوأ مسند الإمارة عام 1977 بعد رحيل الشيخ صباح السالم.
كان الشيخ جابر مناصرا للمرأة وأول من سعى إلى إعطائها حقوقها السياسية كاملة، حيث أصدر مرسوما أميريا بذلك عام 1999.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، كانت له مبادرات عديدة على المستويات الخليجية والعربية والدولية، وكان صاحب فكرة إنشاء مجلس التعاون الخليجي الذي يضم الدول الست من أجل تحقيق الترابط المشترك والمصير الواحد في مواجهة التحديات.
في يــوم وفاته، ترك الشيخ جابر أثرا كبـــيرا في قلوب الكويتيين، وقد تميز بحنكة سياسية كبيرة وقدرته على التعامل مع الأزمات التي مرت بها البلاد، بدءا من أزمة سوق المناخ عام 1982 ومن ثم الاحتلال العراقي للكويت عام 1990. حيث قاد جهودا كبيرة لتحرير الكويت بالتعاون مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي والدول الشقيقة والصديقة وبعد ذلك جهود اعادة الإعمار.
في هذه الذكرى الحزينة نتذكر مسيرته في العطاء والبناء، ونسأل الله أن يغفر له ويجعل الجنان مثواه، وأن يحفظ الكويت وأهلها في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه.
gstmb123@hotmail.com