أعلنت شركة نفط الكويت عن اكتشاف كميات تجارية كبيرة من «الموارد الهيدروكربونية» في حقل الجليعة البحري الواقع في المياه الإقليمية الكويتية، وهو الاكتشاف الذي يمثل نقطة تحول استراتيجية في تعزيز مكانة الكويت كأحد أبرز منتجي النفط والغاز في المنطقة. هذا الاكتشاف ليس فقط إنجازا استكشافيا، بل هو أيضا خطوة مهمة على صعيدين اقتصادي وبيئي، يعكس رؤية الكويت المستقبلية في مجال الاستدامة والابتكار في قطاع الطاقة.
يعد هذا الاكتشاف إضافة مهمة للموارد الهيدروكربونية في الكويت، حيث يقدر الاحتياطي بحوالي 800 مليون برميل من النفط المتوسط الكثافة، بالإضافة إلى 600 مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز المصاحب. هذه الكميات الكبيرة من الموارد ستسهم في تعزيز قدرة الكويت على المحافظة على مكانتها كداعم رئيسي للسوق العالمي للطاقة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية العالمية التي تتطلب استقرارا في إمدادات النفط والغاز.
من خلال هذه الاكتشافات، يمكن للكويت أن تحقق زيادة كبيرة في إنتاجها النفطي، ما يدعم خططها لتحقيق أهداف استراتيجية 2040، والتي تتطلع إلى زيادة الطاقة الإنتاجية وتطوير الاقتصاد الوطني من خلال الاعتماد على قطاع الطاقة كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي، كما أن الاكتشاف سيعزز من قدرة الكويت على تحسين توازنها التجاري وزيادة عائداتها النفطية، مما يساعد في تمويل مشروعات التنمية المستدامة في البلاد.
وقد أكدت شركة نفط الكويت التزامها بالاستكشاف المستدام في المنطقة البحرية، وهو ما يعكس حرص الدولة على الموازنة بين تعزيز الإنتاجية وبين الحفاظ على البيئة. في هذا السياق، يعد مشروع المسح الاستكشافي ثلاثي الأبعاد الذي يجري حاليا خطوة مهمة نحو ضمان استدامة الاستكشاف والحفر والإنتاج دون التأثير السلبي على البيئة البحرية.
إضافة إلى ذلك، يعتبر الاكتشاف في حقل الجليعة البحري خاليا من غاز كبريتيد الهيدروجين، ومنخفضا في نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يسهم في تقليل التأثيرات البيئية السلبية الناتجة عن استخراج واستهلاك الوقود الأحفوري. وبالتالي، يمثل هذا الاكتشاف إضافة قيمة على مستوى تطوير تقنيات الحفر والإنتاج الصديقة للبيئة في الكويت.
من خلال استكشاف حقل الجليعة البحري، تواصل الكويت التزامها بتطوير استراتيجيات مبتكرة لضمان استدامة قطاع الطاقة في المستقبل. مع التخطيط للمرحلة الثانية من خطة الاستكشاف والحفر والإنتاج في المنطقة البحرية، تستعد الكويت لتوسيع نطاق اكتشافاتها في البحر، وهو ما سيسهم في توفير فرص عمل للكفاءات الوطنية وكذلك فرص جديدة للابتكار في مجال الطاقة. مع تنفيذ مشروع المسح الاستكشافي ثلاثي الأبعاد الذي يغطي مساحة واسعة من المنطقة البحرية، تضمن الكويت جمع بيانات دقيقة تدعم اتخاذ قرارات استراتيجية تعزز استدامة هذا القطاع الحيوي.
الخلاصة: ان اكتشاف حقل الجليعة البحري يمثل خطوة استراتيجية بارزة في مسيرة الكويت نحو تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، ويعكس التزامها الدائم بتعزيز مكانتها كمصدر رئيسي للطاقة في المنطقة. وبينما تمضي الكويت قدما في خططها المستقبلية، تبقى الاستدامة البيئية أحد الركائز الأساسية التي تحكم استراتيجياتها التنموية، مما يضمن للأجيال القادمة بيئة صحية وآمنة إلى جانب اقتصاد قوي ومتطور.
gstmb123@hotmail.com