في ظل التحولات الرقمية المتسارعة، تواجه الصحافة الورقية في الخليج والعالم العربي تحديا يتطلب إعادة تعريف دورها ومكانتها. لم تعد الصحف الورقية المصدر الرئيسي للمعلومة، بل أصبحت جزءا من مشهد إعلامي متعدد الوسائط، تقوده المنصات الرقمية والذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، فإن هذا التحول لا يعني نهاية الصحافة الورقية، بل بداية مرحلة جديدة من التكيف والتجديد.
الصحافة الورقية تمتلك رصيدا من المصداقية والعمق التحريري، وهو ما يمكن أن يشكل نقطة قوة في عصر يعج بالمعلومات السريعة والمضللة. لكن لضمان الاستمرار، لا بد من تبني استراتيجيات تكيف ذكية، منها التحول إلى نماذج هجينة تجمع بين النشر الورقي والرقمي، وتطوير محتوى تحليلي متخصص يصعب استنساخه عبر الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى الاستثمار في تقنيات الواقع المعزز والاشتراكات الرقمية.
في الخليج، حيث تتوافر بنية تحتية رقمية متقدمة، يمكن للصحف الورقية أن تتحول إلى منصات معرفية وثقافية، تدمج بين التراث التحريري والتقنيات الحديثة. أما في العالم العربي الأوسع، فالتحدي يكمن في تجاوز الفجوة الرقمية وتطوير نماذج اقتصادية مستدامة.
الذكاء الاصطناعي ليس خصما للصحافة، بل أداة يمكن توظيفها لتحسين تجربة القارئ، وتحليل البيانات، وتخصيص المحتوى. المستقبل لا يخصم من قيمة الورق، بل يدعو إلى إعادة ابتكار وظيفته في عصر تتغير فيه أدوات التعبير، لكن تبقى الحاجة إلى الكلمة الصادقة قائمة.
كلمة أخيرة: التقنيات الحديثة وسائل مساندة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تحل محل الإنسان أو تقوم بدوره مهما بلغت من التطور والدقة، وفوق كل ذي علم عليم.
gstmb123@hotmail.com