في لحظة مفصلية تشهدها المنطقة، نفاجأ بعدوان غادر وغير مبرر، استهدف دولة قطر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، في تصعيد خطير يمس سيادة دولة شقيقة تقوم بدور محوري في الوساطات السياسية والإنسانية.
هذا الاستهداف، الذي يحمل طــابعـــا عدائيا سافرا، لا يمكن قراءته إلا ضمن محاولات إسرائيل المستمرة لخلط الأوراق، وتعطيل جهود السلام وتهدئة الجبهات.
إننا، كخليجيين، نقف صفا واحدا مع دولة قطر الشقيقة، حكومة وشعبا، في وجه هذا الاعتداء الآثم. ونؤكد أن المساس بقطر هو مساس بجميع دول الخليج، فالعلاقة بيننا ليست فقط جغرافية، بل علاقة مصير مشترك، وهوية سياسية موحدة، وسقف أمني متكامل.
لقد لعبت قطر دور الوسيط النزيه في ملفات إقليمية شديدة الحساسية، وفتحت قنوات الحوار عندما انسدت جميع الأبواب، وسعت لإنقاذ الأرواح من نيران الحرب، وهو ما لا يروق للاحتلال، الذي يسعى إلى نسف جهود التهدئة وفرض أجندته بالقوة.
وإزاء هذا العدوان، فإن الرد الخليجي والعربي يجب ألا يكون فقط استنكارا وتنديدا، بل موقفا موحدا رافضا لاستخدام العنف ضد دولة تقوم بجهد ديبلوماسي مشهود له عالميا. كما ينبغي أن تدفع هذه الحادثة وهذا العدوان إلى مراجعة الموقف العربي من التطبيع ومكافأة المعتدي على حساب القضية الفلسطينية.
وفي الكويت كما في جميع دول الخليج العربي نعلن تضامننا الكامل مع قطر، ونعتبر العدوان الإسرائيلي تعديا على كرامتنا الجماعية كعرب ومسلمين، ونؤكد أن تماسك الخليج هو الرد الأقوى، وأن سيادة قطر خط أحمر لن نسمح بتجاوزه.
gstmb123@hotmail.com