في يوم تطبيق قانون المرور الجديد، والذي كان من بين ثماره انخفاض أعداد المخالفات بنسبة 71%، أعلن رئيس مجلس الوزراء بالإنابة الشيخ فهد اليوسف قرارا عن الانتهاء من إعداد مسودة قانون جديد يتصدى لقضايا المخدرات تغلق الثغرات الإجرائية في قانون المخدرات المعمول به حاليا، وبما يسهم في مواجهة ملف المخدرات بقوة وحزم وخفض نسب المتعاطين وضحايا السموم المخدرة.
قضية المخدرات خطيرة وشديدة التعقيد، وتتشابه في أهميتها مع ملف المرور، وهناك إجماع على حتمية مواجهتها بما يتناسب مع ما تحدثه من آثار مدمرة على المجتمع.
تابعت باهتمام كبير الصيغة التنفيذية للقانون الذي سيتم رفعه إلى سيدي صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه.
سبق أن تناولت ملف المخدرات في أكثر من نافذة انطلاقا من تأثير المواد المخدرة المدمر على الأسر والمجتمع، ونحمد الله على هذا الإنجاز المهم، وننتظر بشغف إقراره قريبا بما يحد من الآثار التي يخلفها ملف تعاطي المواد المخدرة والاتجار فيها أسوة بما حدث في ملف المرور.
في القانون الحالي تقتصر عقوبات الاتجار في المخدرات على الحبس، وهو ما يدفع ببعض ضعاف النفوس إلى ممارسة هذا النشاط الإجرامي لجني أرباح كبيرة غير مستحقة، وبالتالي فإن توقيع عقوبة الإعدام عليهم ومساواتهم بمن يدانون بجلب المخدرات أمر رادع، كما أن توقيع عقوبة الإعدام على من يمكن المهربين من تسريب المخدرات إلى البلاد وإلى داخل السجن أمر موفق للغاية وسيحدث فارقا كبيرا في حجم توافر المواد المخدرة.
إلزامية الفحص من التعاطي للمتقدمين للوظائف العامة وللعسكريين ولطلاب المدارس والمعاهد والجامعات خطوات رائعة تدفع هذه الشرائح إلى التردد والتفكير العقلاني قبل الإقدام على تجربة تعاطي المخدرات لأن مستقبلهم سيكون مهددا سواء الوظيفي أو الدراسي أو الأسري.
القانون منح فرصة ذهبية لمن دخل في نفق الإدمان بعدم إقامة الدعوى الجزائية لمن يتقدم من تلقاء نفسه بطلب العلاج.
في الآونة الأخيرة، كشفت وزارة الداخلية عن قضايا تتعلق بدس مخدرات لأبرياء، وجاء القانون المقترح ليوقع عقوبة الحبس 15 سنة لكل من أكره غيره أو دس له مواد مخدرة أو مؤثرة عقلية دون علمه، وهو ما ينهي هذا الاستخفاف بمصائر الناس ومستقبلهم.
وجاء إنشاء مراكز لعلاج الإدمان وكون الأحكام الصادرة في قضايا المخدرات مشمولة بالنفاذ المعجل خطوتين رائعتين، وتأكيدا على أن الدولة تهدف إلى علاج جذري لملف المخدرات.
القانون الجديد تصدي لغالبية الثغرات، ويعتبر بمنزلة إعلان حرب على المخدرات، وجدير بأن يحصد العلامة الكاملة، حفظ الله الكويت من كل مكروه.
آخر الكلام: رئيس مجلس الوزراء بالإنابة الشيخ فهد اليوسف، وخلال زيارة العريف بدر العنزي اثر تعرضه لحادث دهس متعمد أثناء أدائه مهام عمله، تطرق إلى 3 رسائل مهمة أولاها الاعتزاز بتفاني رجال الأمن وتضحياتهم، والرسالة الثانية أن أي اعتداء على رجال الأمن سيواجه بحزم، والرسالة الثالثة كون أمن الكويت وسلامة أبنائها لا مجال للتساهل فيهما.