نأمل أن تشهد الفترة المقبلة التزاما من جميع الأطراف بالتهدئة والامتناع عن استخدام القوة أو التلويح بها، وبما يسهم في إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة وتجنيبها مخاطر استمرار التصعيد.
وندعو الله أن يديم نعمة الأمن والاستقرار في بلدنا تحت قيادة سيدي صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، وسيدي سمو عهده الأمين الشيخ صباح الخالد، حفظه الله، وأن يحفظ دولنا تحت قيادة أصحاب الجلالة والسمو ملوك ورؤساء دول مجلس التعاون الخليجي.
تفاعلا مع مستجدات الأوضاع في المنطقة، سارعت الجهات المعنية إلى تفعيل خطة الطوارئ، فمع بدء الأحداث ترأس سمو الشيخ أحمد العبدالله رئيس مجلس الوزراء اجتماعا لمجلس الدفاع الأعلى، للتنسيق الإقليمي والعربي وتوجيه الجهات في الدولة باتخاذ كل ما يلزم من إجراءات.
القيادة السياسية برهنت على جدارتها، وأجادت بتقدير امتياز في إدارة الأزمة، وثمار ذلك ما شاهدناه من توافر السلع وعدم إقدام أي مواطن أو وافد على تخزين أي مواد غذائية أو مياه واستمرار الأسواق والجمعيات التعاونية في تقديم عروض تسوقية.
وزارة الداخلية قامت في مطلع الأحداث بانتشار مكثف ومنظم لحفظ الأمن إلى جانب القيام بمهمة كبيرة وإنسانية بتسهيل تنقل العالقين، بعد تعذر عودتهم عبر الحدود البرية، وأمس الأول ترأس النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف اجتماعا مع 32 جهة حكومية لتحقيق أعلى قدر من التنسيق والتأكيد على جاهزية كل الجهات المختصة، والعمل بروح الفريق الواحد.
وبالعودة إلى دور وزارات ومؤسسات الدولة وجدنا وزارة الخارجية تقوم، إلى جانب تحركها الديبلوماسي، بتسهيل دخول المواطنين العالقين إلى داخل البلاد، وتؤكد في أكثر من محفل على التذكير بما عهدت عليه الكويت والدعوة إلى تجنب الصراعات وعدم الاعتماد على القوة في حل القضايا.
فيما قامت وزارة الدفاع والحرس الوطني وقوة الإطفاء العام بمهام وأدوار كبيرة في متابعة الأحداث والجاهزية. أيضا قامت وزارة التجارة بدور كبير في توفير احتياجات المواطنين والمقيمين وبث رسائل طمأنة انطلقت من جهود عملية، بتعزير الأمن الغذائي وسلاسل الإمداد لضمان استقرار السوق المحلي، وتابعنا وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة وهي تمارس دورها بكل كفاءة في توفير الطاقة الكهربائية وتحلية المياه وفق الخطط التشغيلية المعتادة دون أي عوائق أو مشكلات.
أما الإدارة العامة للجمارك، فقامت بتأمين حركة دخول البضائع وخروجها وتدفق الإمدادات الحيوية دون انقطاع، أما شركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية فترسل رسالة طمأنة بأن المخزون الاستراتيجي كاف، وأن سلاسل الإمداد تسير وفق المعتاد بشكل طبيعي.
أما وزارة التربية إلى جانب تمكين أبنائنا من أداء امتحانات الشهادة الثانوية، فقد وجدناها تقوم بتجهيز 90 مدرسة لاستخدامها مراكز للإيواء - لا قدر الله - وتحسبا لأي حدث يستلزم ذلك. حفظ الله الكويت من كل مكروه.
آخر الكلام
تخصيص عدد من المدارس لاستضافة الشعائر الدينية بدلا من الحسينيات أمر استلزمته الأحداث، لتوفير أقصى درجات الأمن وعدم تشتت الجهد الأمني، وتفهم وترحيب أصحاب وممثلي الحسينيات بالإجراءات الاستثنائية دلالة على ارتفاع ورقي مستوى الوعي لدى المواطنين.