خمسة أعوام مضت على رحيل قائد متميز، لم يكن مجرد حاكم… بل كان ضمير أمة بما في قلبه من حب للخير والعطاء الانساني لأبناء الكويت والعرب والمسلمين والشعوب المنكوبة في العالم، فاستحق لقب قائد العمل الإنساني وأمير الإنسانية.
خمسة أعوام مرت على فقدان رجل دخل التاريخ من أوسع أبوابه، لا بحروب، بل بسلم وحكمة، لا بتصعيد، بل بإطفاء الحرائق في كل بلد من العالم كان يئن من النزاعات والكوارث عربيا وعالميا.
نعم، فقد ترجل الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد عن صهوة السياسة والإنسانية، وترك خلفه إرثا لا يضاهى من الحكمة والتسامح والمواقف النبيلة. رحل «أمير الإنسانية»، ولكن اسمه باق في ضمير كل عربي حر، وكل منصف عاش أزمات المنطقة وشهد كيف كان، رحمه الله، يطفئ نارها بصبر الكبار ومد ايدي المساعدة والعطاء لبلسمة آلام تلك الشعوب والتخفيف من معاناتها.
قائد لم يكن همه محصورا بالكويت فقط.. بل كان أبا للعرب بمواقفه الايجابية وحرصه على وحدة الصف، وحين تذكر الديبلوماسية الهادئة والايجابية، تذكر سيرة الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد.
وحين تذكر الوساطة الشريفة، تذكر مبادرات أمير الإنسانية.
وحين تبحث عن يد مدت للسلام، وعن صوت ارتفع فوق الطائفية ونبذ الخلافات، يتذكر الجميع أميرنا الراحل الشيخ صباح الأحمد.
لم يكن، رحمه الله تعالى، أميرا على دولة فقط، بل كان صمام أمان للمنطقة في زمن الانهيارات السياسية. كان صوته يسمع حين يصمت الآخرون، وكان موقفه يتقدم حين يتراجع الكل.
لم ينس التاريخ موقف الكويت في حرب أكتوبر 1973، حين شاركت في دعم مصر وسورية ضد الاحتلال الإسرائيلي. وكان الأمير الراحل الشيخ صباح الاحمد حينها في موقع المسؤولية، يقود الديبلوماسية التي دعمت المعركة سياسيا واقتصاديا، فأثبت أن الكويت رغم مساحتها الصغيرة جغرافيا، الا ان دورها كبير وشعبها قادر على الوقوف مع الشرفاء في كل مكان.
فقد لا يعوض… ورحيل لم يندمل، ومع كل ازمة عربية يتذكر الناس مواقف الشيخ صباح الأحمد، في زمن لم يعد هناك من يتوسط في صمت، ويصبر في ظل العاصفة، ويطفئ النار من دون أن يرفع صوته.
لم تكن إنسانيته واجهة ديبلوماسية، بل كانت نهج حياة. دعم اللاجئين، وأسس للمساعدات الإنسانية، وكان يرسل الطائرات المحملة بالغذاء والدواء قبل أن ترسل بعض الدول حتى رسائل التعزية.
كلمة في ختام الذكرى السنوية لرحيلك يا أمير الإنسانية، نقول: ان غاب جسدك عنا سيبقى ظلك حاضرا بيننا، وفي ضمائر الشعوب، في كل يد مدت للسلام.
تاريخك ليس سطورا تكتب، بل شرف يروى.
رفعت اسم الكويت عاليا في جميع المحافل السياسية والديبلوماسية، وسيبقى مرفوعا بقيادة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وسمو ولي عهده الأمين الشيخ صباح الخالد، وبوقوف شعبنا خلف قيادته الحكيمة.
رحمك الله يا صبــاح الأحمد، يا من كنت لنا أبا، ومرشدا، ودرعا في زمن الانكسارات.