الوطنية تعني حب الفرد وإخلاصه لوطنه الذي يشمل الانتماء إلى الأرض والولاء لوطنه والناس والعادات والتقاليد، وحب الوطن قيمة أخلاقية أعمق وأغلى من النفس. والفخر بتاريخ وطنه وأمته والتفاني في خدمة الوطن واستعداد الفرد ببذل الجهد والمال والروح في سبيل رفعة شأن وطنه والمواطنة الحقة الذود عن الأرض التي يستوطنها واعتزازه بالهوية الحضارية والثقافية لوطنه.
والفرد يكتسب الوطنـية مــن خلال العمــل لصالـح وطــنه وأمته، وعنــدما تصبح المصلحة العامة لديه أهم من مصــلحته الشخصية، فالوطنية التزام والالتزام قيمة والوطنية انتماء والانتماء مسؤولية، والوطنية اعتزاز والاعتزاز أصالة والوطنية ارتباط بالجذور والارتباط ملاذ ومصير والمواطنة هي انتماء الإنسان إلى بقعة أرض يستقر فيها بشكل ثابت ويلتزم المواطن بأداء مجموعة من الواجبات تجاه الدولة التي ينتمي إليها، وحق المواطن في الأمن والاستقرار والحماية والإخلاص، وفي توفير كل الخدمات من تعليم وصحة وغير ذلك.
والوطنية أيضا تعني الالتزام بالواجبات التي تقع على عاتق المواطن كإطاعة القوانين ودفاع المواطن عن أرضه وأمته ودولته، والإخلاص والصدق في التعبير بالقول والعمل والتضحية في العزم.
فالوطن أينما قطن الإنسان وأمن في مكان ما على بقعة من الأرض ورقعة جغرافية لها حدود سياسية تسمى بلدا يشعر الشخص بالانتماء إليه، والمعنى الحقيقي للمواطنة يعتمد على انتماء الفرد وولائه لوطنه موطن أجداده وآبائه وترسخ جذوره، وارتباط الإنسان بالأرض مرتع طفولته ومسرح خيالاته وذكرياته والنفس دائما تهفو إلى الماضي وأرض الوطن بها راحة للنفس وطمأنينة وكنفا واستقرارا.
إن الوطنية عمل وتضحية وبذل الجهد من أجل رفعة شأن الوطن وازدهاره، فالوطن هو البيت الكبير الذي يجمعنا وهو الهوية التي نفخر بها بين الأمم، فالوطن منحنا الأمن والاستقرار، والوطنية تعني الإخلاص لهذا الوطن والعمل بجد وتفان في سبيل خدمته ورفع رايته.
ولا شك أن حب الوطن فطري مغروس في النفوس النقية السوية والسليمة، فالوطن هو الحياة، ولا حياة من دون الوطن، فالاستقرار بالوطن نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى، وحب الأوطان مجبولة عليها النفوس والخليقة سكينة النفس ومنطلق البناء والفرد يشعر بالحنين لوطنه وأرضه، والطيور تحن إلى أوكارها وسمائها والوحوش تحن لغاباتها والحيتان تحن لأعماق بحارها.
وحب الوطن أغلى كنز يملكه الإنسان، والوطن كيانك وعرضك وجزء منك والناس يألفون أوطانهم، حتى وإن كانت جرداء قاحلة، وهذا أمر فطري.
بلادي هواها في لساني وفي دمي
يمجدها قلبي ويدعو لها فمي
ولا خير فيمن لا يحب بلاده
ولا في حليف الحب إن لم يتيم
الوطن أمانة في أعناقنا يحتاج إلى رعاية وحماية، والكل مسؤول عن أرضه والدفاع عنها والإخلاص والوفاء لأرضه وأمته، وهي من شيم الكرام والخلق العظيم، فالوطن مستقر وارف الظلال في الأمن والدعة ورغد العيش.
لا بد من بذل الجهد والمال والنفس والمحافظة على حياض الوطن والعمل بكل جد وإخلاص وحماية ثغوره وشمول الأمن واليقظة والمحافظة على مقدرات الوطن وقوة بناء الأوطان بالتكاتف والتألف صفا واحدا والحرص على تنميته وازدهاره ليعلو اسمه في كل المجالات والمناسبات، وليحلق علمنا عاليا خفاقا يرفرف في عنان السماء.
انبلج نور الإصلاح المتألق وأضاء سراج دولتنا الغالية الكويت.
wasmiya_m@yahoo.com