لا يوجد شيء أعز من العلم، فالعلم له أهمية كبيرة في حياتنا كما ورد في القرآن الكريم (اقرأ باسم ربك الذي خلق) سورة العلق - آية رقم «1».
والعلم بمعنى المعرفة حاجة إنسانية ميز الله بها الإنسان عن سائر مخلوقاته وهو المحرك والعنصر الأساسي في تطور الحضارات ومحور قياس نمو الحضارات. فالمعلم قوة فاعلة في صياغة مستقبل الوطن ويقع على عاتق المعلم إنجاح النظام التربوي لما يلعبه المعلم من دور أساسي في إعداد النشء وتربيتهم من الناحية العقلية والنفسية والجسمية.
لذا لابد أن يحظى المعلم بالتدريب المستمر وإعداد المعلم نظريا وعمليا بإتقانهم لمهارات التدريس ومسايرة المتغيرات المتسارعة في عصر العولمة، لذا إذا أردنا إن نشيد أجيالا جديدة نجعل منه مواطنا صالحا وأفضل وأسعد حالا يستطيع أن يسهم من أجل وطنه وأمته بنجاح، يجب أن تتوافر الصفات المهمة والضرورية في معلم النشء: إذ يجب ان يلم إلماما كبيرا بالثقافة وغزارة وسعة الإطلاع والنضج العقلي لبناء متكامل من المعلومات والخبرات والمهارات، وأن يتميز المعلم بقوة الشخصية والقدرة على الريادة والحزم والحيوية والسماحة في تقدير ظروف الآخرين ودوافعهم، وأن يتوافر لدى المعلم الشعور بالمسؤولية، وأن يستجيب لتطورات الحياه ونحن نعيش في عالم سريع التطور عالم الإنترنت والذكاء الاصطناعي والأجهزة الإلكترونية المتطورة فلابد من مواكبة الاتجاهات العالمية المتقدمة.
كذلك ينبغي أن يلم المعلم إلماما كافيا بمادته العلمية وتخصصه العلمي ويلم بالفكر التربوي السيكولوجي العلمي وأن يختار طريقة التدريس المناسبة لعرض مادته العلمية ويختار الوسائل العلمية المعينة والمناسبة لموضوع الدرس، وكذلك أن يحسن التصرف مع التمتع بقدرة على توجيه المتعلمين وإعطائهم فرصة التعبير عن ذاتهم بالحوار والمناقشة وزيادة الثقة بأنفسهم.
كما يجب أن يوفر المعلم داخل الفصل الدراسي جوا من الدافعية والتشويق في خلق روح الولاء والانتماء للوطن، وأن يكون شديد الحرص على شرف الانتماء لمهنته، وأن يمتلك مهارات التدريس وأن يكون فطنا وذكيا في تصرفاته، مع توفير الفرص التي تزيد من مهاره المتعلم في القيام بنشاط جماعي، وحتى يتخذ المتعلمون قرارات بأنفسهم ويتحملوا مسؤولياتها، مع تمكينهم وتشجيعهم على التعبير عما في أنفسهم كالكلام واللعب والرسم والأشغال، وهذا يعتبر ضروريا لنمو المتعلم الجسمي والعقلي، وهذا له غايته التربوية العظيمة، كما يجب تشجيع المتعلم أن يعتمد على نفسه.
كما يساعد شغف المعلم لعمله وصدق نيته في طرح مادته العلمية بطريقة مشوقة تؤدي إلى انتباه المتعلمين، وعليه أن يكون مرن الطبع وأن يجعل المتعلمين يفكرون بأنفسهم ويعبرون على قدر ما يستطيعون بألفاظهم وأن يقودهم على مواجهة الصعاب ليجعل تعليمهم نافعا ومفيدا.
إن المعلم هو القدوة الحسنة في المظهر والهندام والسلوك، وينبغي له التمتع بالصحة الجسمية والنفسية المتزنة والقدرة على العمل والطلاقة اللفظية واللغة السليمة الواضحة. إن المعلم هو المربي القادر على التربية بتحمله مسؤولية عمله وتحمله بكل جد وإخلاص حتى يرى ثمرة مجهوده وثمرة العلم بنبوغ المتعلمين في كل ميادين الحياة.
يقول الشاعر:
العلم زين وتشريف لصاحبه
فاطلب هديت فنون العلم والأدبا
wasmiya_m@yahoo.com