جمال النفس واكتساب الفضائل الحميدة هي تاج الحياة السعيدة، والسعادة سلوة خاطر بحق يحمله وانشراح صدر لمبدأ يعيشه وراحة قلب لخير يكتنفه، ومطلوب من المرء لكي يكتسب السعادة والأمن والراحة أن يبادر إلى الصفات الحميدة والفضائل الكريمة.
وأعظم النعم سرور القلب واستقراره وهدوئه، وفي سروره ثبات الذهن وابتهاج النفس، فالكلمة الطيبة أثرها كبير وعظيم، مثل كلمة طيبه كشجرة طيبه أصلها ثابت وفرعها في السماء، فالكلمة الطيبة تزيح هما وتبدد حزنا وتشرح صدورا، ومن الطيب أن يكون في حديثك سرورا للقلب وفى صفاتك ترويحا للروح ومن كرم خلقك تفريحا للنفس، والمرء يحتاج إلى صبر على ما يلقى من الضر في الدنيا، والصبر من أسباب الظفر.
ونعلم أن الزمان لا يثبت على حال، فتارة فقر وتارة غنى وتارة عز وتارة ذل وتارة يفرح وتارة حزن، والتوكل على الله سبحانه وتعالى أصل السلامة، وحارس لا ينام يفتح أبواب الصبر ولا يضره أن نزل به الزمان أو صعد، لأن تلك الأشياء تزول وتتغير والدنيا محفوفة بالكره، والسرور يمن وسعادة، وسوء الخلق شؤم وشقاء (ألم نشرح لك صدرك).
كن منشرحا ومتفائلا جياش الفؤاد واسع الصدر اذا ضاق الأمر، والتزم قوة العزم وثبات الحلم، والحياة حلوة وجميلة، ومظهر الشعور بجمالها المرح والبهجة والسعادة، وجمال الطبيعة من بحار وأنهار وجبال وغابات يبعث السرور للنفس ونور القلب وسلام الروح، فالرياض والبساتين بأزهارها وألوانها البهيجة تسر النفوس من خلال العبير وعطره الفواح برائحة المسك والعنبر وبأشجارها الباسقة والزاهية.
والجمال في الطبيعة لابد أن يجاريه جمال النفس واكتساب الفضائل الحميدة، وهي تاج وأكاليل على هام الحياة السعيدة، فكن جميلا ترى الجمال في كل شيء بمفاتن الحياة ومباهجها حلي الوجود في صدرك وساغ المر في فمك، وكن ذا همة عالية، همة تحلق جناحاها إلى عنان السماء، منشرح الصدر، ذكي الذهن، وجد واجتهد وتعلم العلم النافع، فالعلماء أشرح الناس صدورا وأكثرهم حبورا وأعظمهم سرورا.
كذلك التزم العمل الصالح، فإن للحسنة نورا في القلب وضياء في الوجه وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الخلق، والتبسم بلسم للهموم ومرهم للأحزان، والضحك المعتدل ذروة الانشراح وقمة الراحة.
والسفر في أرض الله الواسعة يذهب الهموم، ومشاهدة عجائب البلدان ورؤية الأمصار واختلاف الألسنة والألوان والتنقل في الديار يجلب الفرح والغبطة والسرور، وشغل أوقات الفراغ حتى لا يمضي الزمان فارغا.
الحياة حلوة وجميلة، والحياة هي اليوم، فلا تشغل نفسك بذكر الماضي ولا المستقبل، أشغل نفسك باليوم الحاضر.. بالأعمال الصالحة والمفيدة والذكر الطيب بآثاره الذائعة الصيت منافع، وداوم على التطيب بمحاسن لفظك وجميل أفعالك.
wasmiya_m@yahoo.com