في السنوات الأخيرة بدأ ناقوس الخطر يدق في مجتمعنا فيما يتعلق بقضايا الزواج والطلاق وظهر على السطح جليا حجم المشاكل والمعاناة التي يعيشها الأشخاص المنفصلون من الجنسين من خلال مراجعاتهم للدوائر الحكومية المختلفة والمحاكم ومكاتب المحامين.
والغريب ان العدد في تزايد، وقد طالبنا أكثر من مرة الجهات المسؤولة بإجراء الدراسات والاستبيانات من خلال وسائل الاعلام المختلفة لإنقاذ الوضع والحد من حجم هذه الكارثة التي ستخلف في المستقبل آثارا غير محمودة، فهل من الطبيعي ان تصل اعداد المطلقات في آخر إحصائية إلى ما يفوق الخمسين ألفا؟! وهل هذا العدد يتناسب مع عدد السكان او يتناسب مع الأوضاع المعيشية والوظيفية والخدمية الجيدة التي تقدمها الدولة للمواطنين؟!
إذن لا بد ان هناك خللا ما، خصوصا في حالات الطلاق المبكرة التي تقع في بدايات الزواج والتي ربما ينتج عنها إنجاب أولاد، الأمر الذي يزيد الوضع تعقيدا وتصبح المعاناة مستمرة مدى الحياة سواء للوالدين او للأبناء.
واليوم أصبح الوضع خطيرا جدا ولا يكاد يكون هناك بيت إلا ووقعت فيه حالات طلاق تؤدي إلى زيادة الخلافات على مستوى الأسر والعوائل، خصوصا اذا كان الزواج من الأقارب.
وفي الحقيقة ان الكثيرين من أبنائنا ينقصهم الوعي الكافي بعد مفهوم الزواج وتكوين الاسرة وأهمية المحافظة على بيوتهم وابنائهم من الضياع في المجتمع وكسرهم امام الآخرين، لذلك على الأهل مسؤولية كبيرة في تعليم أبنائهم وإرشادهم وتوعيتهم بمعنى الأسرة وما يجب أن يكون فيها من مودة ورحمة بين الزوجين وتقدير الظروف سواء كان رجلا كان أو امراة، وتوجيههم وتوصيتهم بالصبر والتحمل وان الحياة ليست دائما لعبا وضحكا ولهوا وتقليدا لما قد يعرض في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة من أمور لا تمت للواقع بأي صلة.
وعلى الجهات المعنية تقع المسؤولية الكبرى في تغيير بعض القوانين لاسيما ما يتعلق بالأحوال الشخصية التي قد تكون شجعت بطريق مباشر او غير مباشر على الطلاق والحصول على الأموال من ذلك الزوج من نفقة وبدل ايجار وتوفير خادمة وسائق وسيارة وغيرها من المطالبات التي تترك الرجل يعيش في بلده كالغريب محاربا من الجميع، وقد لا يبقى من راتبه شيء وربما لا يستطيع ان يتزوج مرة أخرى وهذا ليس دفاعا عن الرجل ولكن هذا هو الواقع.
لذلك لا يمكن السكوت عن هذا الوضع ويجب تدارك الأمر والعمل على معرفة أسبابه وإيجاد الحلول المناسبة التي تقضي عليه أو تقلل منه قدر الإمكان.
zaben900@hotmail.com