zaben900@hotmail.com
في ظل العالم المتغير الذي نعيش فيه، لاشك ان تأثيره سيكون ظاهرا على طباع البشر وسلوكهم وطريقة تناولهم للأحداث الجارية خصوصا مع مواكبتها للثورة التكنولوجية التي غيرت الكثير من الملامح والصور والأفكار القديمة واخرجتها بأطر وقوالب حديثة يراها البعض على انها إيجابية، وآخرون ربما يرفضونها او يرونها سلبية، بمعنى ان البشر انقسموا إلى قسمين، وهذا يعود إلى طبيعة تكوينهم والمحيط الذي كانوا يعيشون فيه، والذي بدوره ترك هذه الترسبات عالقة في اذهانهم على الرغم من درجة التغير الكبيرة وغير المنتهية وغير المحدودة.
نعم، فاليوم كثير من الأشخاص نراهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي او حتى في الدواوين والأماكن العامة يروون الحدث او القضية العامة كأنه كان حاضرا فيها، ويصدر حكمه فورا مع العلم انه شاهده او سمعه مثلك ولا يعرف شيئا عن خلفيات هذه الحدث أو المشكلة، اذا قد يتبعه الآلاف من الناس ويعلقون ويعودون الكلام وقد يسيئون لأصحاب الشأن وبعد فترة تظهر الحقيقة للناس بشكل مختلف تماما عما كان يدور ولكن ما الفائدة بعد ما تم تشويه صورة ذلك الانسان أو هذا امام المجتمع وداخل اسرته والسبب هو مجرد الاندفاع والتقليد والرغبة بكسب عدد أكبر من المتابعين بغض النظر عما سيحدث لهذا الشخص الذي أصبح مثار حديث الناس بما ليس فيه.
وكل هذا يتــم على الرغم من تطبيق الـقــانــون ومعــاقبة كل من يســيء استخدام الهواتـف والحسابــات والمواقع، ولو كانت العملية غير محـكومة لرأينــا الادهى والامر، فاليوم على الــواحد منا ان يخاف الله ويتقيه قبل خوفه من القــانون، وان يكون رقيبا على نفسه وألا يتعدى على اعراض الناس ولا ينتهك حرماتهم وخصوصياتهم، ولا يصبح كما يقال «مع الخيل يا شقرا» حتى لا يقع في عاقبة افعاله.
فاليوم نرى الكثير من الأمور تغيرت، ومن كانت تتم مهاجمته في السابق نرى اليوم أنه يتم الدفاع عنه، والعكس صحيح، لذلك نتمنى على الجميع ان يترووا وألا يتسرعوا في الحكم على الأشياء اذا كانت مقاصدهم نبيلة، ونحن على قناعة ان معظم الناس اليوم واعون ومدركون لما يدور حولنا، وعليهم ألا ينخدعوا بما يعرض او يقال ويجب أن يميزوا الخطأ من الصواب.
وجميعنا على ثقة بأن هذه الظاهرة ستزول مع الوقت، بإذن الله.