هناك تصرفات وسلوكيات مختلفة نراها في حياتنا كل يوم تصدر بالطبع من البشر على مختلف اجناسهم واعمارهم، ربما يعجبنا بعضها وأخرى نتعجب منها ونندهش، سواء كنا نراها في الأماكن العامة او في بعض الجهات الحكومية والخدمية أو المراكز الصحية وأحيانا في الطرقات والشوارع أثناء القيادة، وهذا امر طبيعي ووارد ان يحدث في أي مكان في انحاء المعمورة وطالما انك لا تعرف أصحابها فالأمر سهل وبسيط ومن المفترض الا يدعو للقلق والتوتر لأن البعض ظروفهم وأساليب تفكيرهم تحتم عليهم تغيير امزجتهم والظهور امام الناس الآخرين بشكل لايرغبون به وبشكل خارج عن ارادتهم أحيانا.
والى هنا يبدو الوضع طبيعيا، ولكن في المقابل اذا شاهدت تصرفات من أناس اخرين تعرفهم جيدا وهي مغايرة جدا للواقع الذي يعيشون فيه ويتعاملون مع من حولهم كأن يحاول مثلا البخيل منهم ان يظهر بمظهر الشخص الكريم والسخي وهو على عكس ذلك تماما، وآخر جبان وضعيف ويحاول ان يوهم الناس بدور الشجاع والبطل في المواقف المختلفة وانه هو المنقذ، وهناك من يدعون التدين والصلاح والحرص على التعاليم الإسلامية ومخافة الله والخوف على مصلحة الوطن وربما انهم يستخدمون بعض الديكورات الشكلية المكملة لهذا الدور، مع اختيار بعض العبارات والاحاديث المدروسة بعناية لإقناع الآخرين بما يريدون بهدف الحصول على مآرب أخرى مالية أو عينية أوظيفية وغيرها.
وقس على ذلك الكثير وخصوصا مانراه اليوم في وسائل التواصل الاجتماعي من الغث والهابط في المحتوى، واتباع الكذب على الناس بصور واشكال مختلفة وعندما ينكشف امر هؤلاء المخادعين يظهر على الملأ وجههم الحقيقي وتتغير طريقة طرحهم ويصبح الشتم والابتذال اسلوبهم وجميع الصفات النبيلة التي حاولوا من خلالها ايهام الناس بها تتحول وتتبدل وترجعهم إلى ما كانو عليه في الأصل لأن «الطبع في النهاية يغلب التطبع» ومن عاش بخيلا او جبانا او مخادعا او يحمل أيا من الصفات السيئة فلابد وان تبقى ملاصقة له طوال حياته حتى وان أراد ان يتخلص منها فإنه لا يستطيع، فالواجب علينا ان ننتبه ونحذر وألا ننجرف سريعا ونصدق كل شيء يقال وان كان يقدم بأي شكل من الاشكال الجذابة والمبهرة في الكلام أو الأسلوب والتعامل المزيف.
zaben900@hotmail.com