إذا ما تمعنا وفكرنا في أسلوب حياة بعض البشر الذين يعيشون بيننا، لتيقنا من أن هناك البعض أحياء، ولكنهم في حقيقة الأمر أموات.
في السنوات الأخيرة تغيرت الكثير من المفاهيم والأوضاع وأخذ كل واحد منا يفسرها ويطبقها في حياته حسب أهوائه متجاهلين الأعراف والعادات والتقاليد. إن الله سبحانه وتعالى خلق البشر لعبادته وطاعته وليتعارفوا على بعضهم البعض وليتعاونوا على البر والتقوى، لكن اليوم ما يحدث بين الناس بعيد كل البعد عن كلام الله تعالى، كل شخص منا قلق على نفسه لا يذهب لأهله أو أقاربه أو أصدقائه ولا يشاركهم أفراحهم أو أتراحهم، ونحن هنا لا نعمم، ولكن يجب أن نعترف بأنها أصبحت ظاهرة وجميعنا يشعر بها وعنده العديد من أقربائه يسيرون على هذا النهج منذ سنوات طويلة، لا يصلون أرحامهم ولا يسألون عنهم مع انهم أسوياء ولا يعانون من اعتلال في عقولهم.
إن هذه التصرفات والسلوكيات المذمومة، والتي تتعارض مع ديننا الإسلامي، يجب أن يعرف كل من يقوم بها أنه سيورثها لأبنائه، وسيجعلهم في صورة سيئة ويصبحون مكروهين من كل من حولهم، فهل من المعقول ان هناك أناسا توفاهم الله منذ سنوات وعقود طويلة من الزمن وأصبحوا تحت الأرض ذكراهم عطرة والناس تترحم عليهم وتدعو لهم بالرحمة والمغفرة، وفي المقابل أناس أحياء خارج أسوار المقابر يمشون فوق الأرض ليس لهم ذكر بين الناس ويعيشون في وطنهم كالغرباء!
لا شك في أن كل من يقوم بهذا الفعل يعاني من ضغط نفسي سيجعله مع الوقت يشعر بأن الناس أعداء له ودائما يحاول الهروب من الواقع ولا يستطيع المواجهة. فيجب علينا عدم ترك هؤلاء الأشخاص، خصوصا أقاربنا وأصحابنا المقربين، بل نحاول مساعدتهم والتواصل معهم حتى لو كان عن طريق الوسائل الحديثة. ذلك لأن تركهم وتجاهلهم يعتبر مشاركة لهم فيما يقومون به.
كذلك فإن هناك دورا مهما يجب أن تقوم به الجهات المعنية بالتوعية، على سبيل المثال من خلال البرامج التوعوية في وسائل الإعلام المختلفة، وفي المساجد نحرص في الخطب الدينية على تحذير الناس من خطورة قطع الأرحام حتى لا يتفاقم هذا السلوك مع الزمن، ونصبح كأننا نعيش في بلاد الغرب وننسلخ من هويتنا العربية والإسلامية.
zaben900@hotmail.com