حسب الإحصائيات التي أعلنت عنها وزارة العدل مؤخرا فيما يتعلق بحالات الزواج وأعدادها فقد بدا واضحا الانخفاض الكبير في إقبال الشباب على الزواج مقارنة بالأعوام السابقة، وهذا لا بد انه يشير إلى خلل ما وأسباب جعلت الكثير من الشباب يتردد في الإقبال على الزواج، وربما عدد كبير اتخذ قرارا بمقاطعة الزواج، خصوصا من كانت له تجارب سابقة باءت بالفشل.
لو كانت تلك الإحصائيات التي تقدر بعشرات الآلاف في دولة أخرى تعاني من الفقر او عدم توافر الوظائف او لا يوجد بها استقرار لتفهمنا الوضع، ولكن في بلد مثل الكويت ولله الحمد توفر كل ما يحتاج اليه مواطنوها في جميع المجالات، ومنها الزواج الذي توفر الدولة من أجله المساعدة المالية للمشاركة في التكاليف وتمنح المتزوج علاوة اجتماعية ومبلغا ماديا بدلا عن الإيجار، وفي المستقبل يحصل على أرض وقرض لبناء بيت متكامل للأسرة، فإن هذا لا بد أنه يعني ان الأسباب تتعلق بأمور أخرى.
أول هذه الأمور الخوف والقلق والتردد من الدخول في حياة جديدة يرى فيها بعض الشباب انها لن تستمر مثل ما حصل مع أصدقائه أو زملائه في العمل، أو حتى من خلال ما يراه في وسائل التواصل الاجتماعي من مشاكل وخلافات وقضايا يتحدث عنها المحامون. ولا نغفل سببا يرى البعض أنه يهيمن على عقول الكثير من الشباب الذين يرون أن قانون الأحوال الشخصية يحمل في الكثير من مواده الوقوف مع المرأة بشكل كبير وجعلها دائما هي الضحية والرجل هو الجاني، وهؤلاء يرون أن هذا يتضح أكثر عندما تحدث الخلافات الزوجية والنزاعات بين الطرفين ودخول المحاكم ووقوع الطلاق، وهنا تتضح خسائر الرجل من الزواج الفاشل لأنه سيخسر الجزء الأكبر من راتبه كنفقات مالية يحكم بها القاضي لمطلقته والأولاد وبدل الخادمة والسائق وبدل الإيجار، وربما لا يتبقى لديه ما يكفيه ليعيش حياة كريمة أو يجعله يفكر مرة أخرى في الزواج، وبالتالي ينضم من جديد الى قائمة العزاب أو العازفين عن الزواج.
إذا كان الحال كذلك فعلا، نتمنى إعادة دراسة قانون الأحوال الشخصية والنظر في تغيير أي مواد به لا تساعد على معالجة مكامن الخلل أو الحفاظ على العدالة وعدم تميز طرف عن الآخر، وذلك حتى تتحقق المعادلة ولا يصبح القانون سببا في نتائج تؤثر سلبا على المجتمع وكذلك ضياع الأولاد وهدم البيوت وخلق أجيال تعاني من النقص و التفكك الأسري والأمراض النفسية التي ستنعكس على حياتهم في المستقبل.
إن الدول لا تنهض الا بشبابها، فالقانون يجب ان يكون بصفهم وليس ضدهم، سواء في ذلك الرجل أو المرأة، حتى نقلل من بذور الشقاق بين الأزواج ونقلل من احتمالات حدوث الطلاق، وكذلك تلك المشكلة التي أصبحت ظاهرة وجعلت الأسر تعيش في قلق مستمر نتيجة تزايد أعداد العازفين عن الزواج من الرجال وهو ما يصاحبه بالطبع زيادة العنوسة بين النساء.
نتمنى من المعنيين النظر في هذه النقاط المهمة حماية للمجتمع وحفظا لمستقبله.
حفظ الله الكويت وأهلها والمقيمين على أرضها من كل مكروه وسوء.
zaben900@hotmail.com