لم يكن «طوفان الأقصى» مجرد عملية مقاومة عادية، بل شكلت مفاجأة من العيار الثقيل وأحدثت تدميرا مؤلما لإسرائيل وسجلت إخفاقا وفشلا ذريعا لمنظومة الدفاع الاسرائيلي، التي يتوهم الكثيرون أنها لا تقهر، حيث تمكنت المقاومة الفلسطينية البطلة من تجاوز الدفاعات الاسرائيلية وألحقت خسائر فادحة بعناصر الجيش الاسرائيلي وأسرت عددا من ضباطه الكبار وجنوده وقتل المئات بعد هروب عدد كبير منهم كالجرذان وألحقت به هزيمة أمنية واستخباراتية كبيرة، بالاضافة الى الهزيمة الفعلية التي أسقطت كل أسس العقيدة العسكرية في الجيش الاسرائيلي.
إن ما جرى في عملية طوفان الاقصى هو اكبر عملية إذلال وانكسار تعرضت لها اسرائيل في تاريخها الدموي والاجرامي وألحقت هزيمة مدوية بمنظومته الدفاعية غير القادرة على حماية الصهاينة المحتلين للأرض العربية في فلسطين الحبيبة، حيث ذكرت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية ان رئيس الحكومة نتنياهو مسؤول عن الكارثة التي ألمت بإسرائيل في عيد فرحة التوراة، وان نتنياهو الذي تفاخر بخبرته السياسية فشل فشلا ذريعا في تشخيص الخطر عندما ضم ونهب الاراضي وانتهج سياسة خارجية تجاهلت علنا وجود الشعب الفلسطيني وحقوقهم وقتل عملية السلام.
معركة طوفان الاقصى حققت انتصارا تاريخيا وأفقدت اسرائيل قدرة الانتصار على الشعب الفلسطيني المتمسك بأرضه ووطنه.
وأبدع الشاعر عبدالسلام المتميز في قصيدته «طوفان الاقصى» حين قال:
قل لليهود كيانكم في أمتي
دنس دخيل طارئ مستقبح
ورم خبيث قد دنا استئصاله
فقلوبكم رعب وجيشك أكسح
حتما ستهزم والمُطبّع في غد
حتما سيندم والخسارة أفدح
يدنا الخفيفة بالزناد طويلة
ولقد علمتم أننا لا نمزح.
وكما كانت دائما تقف الكويت حكومة وشعبا مع الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في الدفاع عن نفسه وممتلكاته، وأكدت وزارة الخارجية الكويتية في بيان لها موقف الكويت الداعم للقضية الفلسطينية وحقه المشروع في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
نبتهل الى الله العلي العزيز أن يحقن دماء إخواننا في غزة وان يرزقهم النصر المبين والصمود في وجه المحتل اليهودي والمجتمع الدولي المساندة له ظلما وعدوانا.
dali-alkhumsan@hotmail.com
bnder22@