@HamadMadouh
hamedmadouh919@hotmail.com
من آن لأخر يذيع صيت مطعم مشهور في طوكيو أو روما، وبعد فترة من الزمن تجد اسم المطعم في أحد المجمعات التجارية الفخمة والمشهورة، وتخطف ماركة أزياء نسائية أو ساعة ثمينة الأضواء في باريس، وبعد أشهر عدة تجد محلا باسم الماركة نفسها في دبي، وغيرها كثير من الأمثلة حول العالم، فهل تساءلت يوما كيف يحدث هذا؟ وهل يمكنك ببساطة استخدام اسم الماركات والعلامات التجارية الشهيرة بهذه السهولة؟ الجواب بالطبع لا، فالأمور ليست بهذه البساطة! فكيف إذن تتم يا ترى؟
يلجأ رواد الأعمال ذوو القدرة المالية للفرنشايز لتخطي «صعوبة البدايات»، وتحقيق الأرباح سريعا من وراء سمعة العلامة التجارية العالمية، والاعتماد على خبرة وكفاءة العلامة التجارية، مما يجعل المشروع ككل ينطلق بشكل أسرع، ويجلب أرباحا بشكل أكبر، ويدار بكفاءة أعلى بواسطة إرشادات الجهة المانحة لحق الامتياز، مما يجعل رائد الأعمال يسير على خط آمن بعيدا عن أي تعقيدات أو عواقب.
فقد كانت البداية لظهور الامتياز التجاري (الفرنشايز) على يد شركة «سينجر» الأميركية العاملة في مجال تصنيع ماكينات الخياطة في منتصف القرن التاسع عشر، حيث اعتمدت الشركة على وكلاء لها في جميع الولايات الأميركية لتوزيع ماكينات الخياطة الخاصة بها، ثم منحتهم حقوق تصنيعها وتوزيعها تحت اسم علامتها التجارية الأصلية وفقا لاتفاقيات فنية ثابتة للتصنيع والتوزيع، ووفقا لنسب معينة من المبيعات.
يقصد بالامتياز التجاري نظام يتم الاتفاق فيه بين طرفين يمنح فيه صاحب الامتياز الحق للطرف الآخر. وهو ما يتعلق بمتلقي الامتياز وكذلك استخدام علامتك التجارية، وتحديد الاسم التجاري، وهذا يحدد لك الأنظمة والعمليات التجارية المختلفة وتحديد امتياز الإنتاج وغيرها من العوامل الأخرى. وبالنظر لمزاياه وعيوبه فهو ثابت المعايير ولكنه متغير في التأثير، وقطعا غير مضمون النتائج باختلاف الأسواق ونوعية الاتفاقيات ومستوى التنسيق الإداري والإنتاجي والتسويقي بين مشتري الامتياز ومانحه الأصلي.
كـــما أن هــــناك ثلاثة أنواع رئيسية للامتياز التجاري هي حــق بنموذج العمل (مثل بعض سلاسل المطاعم العالمية)، وبنموذج التوزيع (كما هو الحال مع شركات عالمية للمشتقات البترولية)، ونموذج التصنيع (مثل شركات عالمية للمشروبات الغازية).
وعلى المستوى العالمي يساهم الفرنشايز بأكثر من تريليوني دولار من الإيرادات العالمية سنويا، وتلعب الولايات المتحدة الأميركية دورا مهما في الاستحواذ على صناعة الفرنشايز عالميا، حيث تضم أكثر من 3 آلاف جهة مزودة لحقوق الامتياز تغطي أكثر من 300 مجال مختلف. ويعتبر الفرنشايز هو السبب المباشر في توفير ما بين 18 و21 مليون فرصة عمل في أميركا. كما تقدر صناعة الفرنشايز بـ50% من إجمالي تجارة التجزئة بالكامل في أميركا.