صدر المرسوم السامي باختيار الشيخ د.محمد الصباح رئيسا للوزراء وتكليفه بتشكيل حكومته الجديدة، ودفع ذلك الناس إلى التفاؤل كونه شخصا متخصصا أكاديميا وكان سفيرا ووزير خارجية أسبق.
من الناحية السياسية تميز الشيخ د.محمد الصباح بتمكنه في منصب وزير الخارجية، وذلك له أهمية كبرى في ربط الكويت وتقوية علاقاتها الخارجية الدولية وتحقيق مصالحها والدفاع عن كل ما يمس سيادة وأمن الأراضي الكويتية وحقها السيادي.
ومن الناحية الأخرى التي لا تقل أهمية عن الجانب السياسي وهي نمو الاقتصاد الكويتي والانفتاح على الدول الصناعية ذات الاقتصادات المتقدمة والمؤثرة، فرئيس الوزراء متخصص في الاقتصاد وأكاديمي في جامعة الكويت سابقا وحاصل أيضا على الدراسات العليا من أعرق الجامعات العالمية.
كما جاءت تهنئة وزارة الخارجية الأميركية بتوليه هذا المنصب دليلا على مدى قبوله الدولي لعمله سابقا سفيرا للكويت لدى الولايات المتحدة وكذلك كوزير للخارجية.
وأتذكر موقفا للشيخ د.محمد الصباح عندما كان وزيرا للخارجية، وكنت احد خريجي العلوم السياسية وقتها وتقدمنا لاختبارات في مبنى وزارة الخارجية للعمل في السلك الديبلوماسي، فحضر الوزير إلى قاعة الاختبار ووجه لنا كلمات كان مضمونها تمنياته للجميع بالتوفيق، والتأكيد على ان من لم يوفق بالعمل بوزارة الخارجية فإن هناك الكثير من الجهات الحكومية التي تحتاج إلى هذا الكم الكبير من الشباب والطاقات، وأننا جميعا نستطيع ان نخدم الكويت من أي موقع كان.
اليوم يا د.محمد لسنا في موضع مقارنتك برؤساء الوزراء السابقين، ولسنا بصدد طلب المستحيل منك كذلك، ويجب عدم تقييمك إلا بعد عملك الفعلي بقيادة الحكومة رسميا وتقديم خططكم المستقبلية والخارطة التي تراها الأنسب لسد الثغرات ومعالجة المشكلات والمعضلات التي مازلنا نعاني منها حتى الآن.
أمانة اختيار الوزراء الآن بين أيديكم، ونتوقع انها ستكون حكومة تكنوقراط متخصصة، معيارها وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وان صح التعبير فإن اختيارك للوزراء يحدد مسار هذه الحكومة ومدة بقائها.
بالنهاية: نتمنى ان تكون المرحلة القادمة مرحلة تحقيق التطلعات والأهداف، وان تتم المطالبة الواقعية بالإنجاز وليس الإعجاز.
بالختام: عهد يتجدد هو عنوان المستقبل بقيادة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، وأعانه على هذه الأمانة وسدد خطاه، فبحكمته وحبه للكويت وشعبها تشرق شمس الكويت الجديدة، ولكل زمان دولة ورجال.
ودمتم بخير.