قال الله تعالى في كتابه الكريم: (قد جاءت رسل ربنا بالحق).
ويقول سبحانه: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) صدق الله العظيم
فما الرسائل التي نستخلصها من كلامه سبحانه وما التوجيهات التي يريدنا رب العزة أن نقتدي بها ونطبقها في حياتنا وإدارة شؤوننا؟
فالآية الأولى الكريمة تدعونا إلى الاستماع والانصياع إلى توجيهات رب العزة ورسالاته، وأما الآية الأخرى فهي تحث على وجوب التعارف بين الشعوب، وأن أساس وبداية المعرفة هي من ذكر وأنثى، فلا حرج من التواصل في حدود الأدب والاحترام والحاجة، وان لكل واحد منهما أن يحترم وأن يلتزم بحدوده فلا يتعداها.
وهذا المفهوم للأسف لم ينشأ عليه كثير من أولادنا وشبابنا ودائما كانت العلاقة بين البنت والولد أو المرأة والرجل تشوبها الشائبة وتحوم حولها الشبهات والظنون، وقد تصل إلى درجة التحريم والمنع، وهذه كلها مفاهيم خاطئة لم يأتِ الله بها من سلطان.
وأيضا يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (لا تقنطوا من رحمة الله).
فالكثير يغرق في وحل الهموم والأحزان ويغفل أن الله رحيم بعباده وهو أرحم الراحمين، ونرى الكثير لا ينصت لقوله سبحانه (لا تقنطوا) أي لا تيأسوا، فالكثير من الناس السلبيين لا يلتفتون لهذه الآية ولا يتمعنون بها.
فشعورهم بالقلق والتفكير السلبي يسجنهم فلا يرون النور والرحمة الإلهية، فلهم نقول إنه لابد لك من الجلوس وحدك للحظات والتفكر والتمعن وسؤال نفسك: عندما كنت طفلا صغيرا في بطن أمك هل كان هناك شخص يطعمك ويعتني بك أم هو الله الذي أطعمك وسقاك؟
هل هناك غيره سبحانه المتكفل بك وانت في بطن امك؟
فهو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم.
فهل تعرف معنى ان يصف الله نفسه بالرحمن الرحيم؟
ونحن نبتدئ قراءة القرآن ببسم الله الرحمن الرحيم..
تعني أن الله ألزم نفسه الرحمة..
وهو رحيم بعباده يغفر للمسيء والمخطأ، وقال لا تيأسوا من رحمة الله، ومن ييأس فهو ظلوم كفور فهل أنت منهم؟
أطفالك وعائلتك هم برحمة الله وبعنايته وتدبيره، فعندما تقول لا حول ولا قوة إلا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، سيكون الله عند حسن ظنك وأرادته ومشيئته معك تحميك ولن يخلفك الوعد، وهو القادر على ذلك لأنه قال (ادعوني استجب لكم)، فقط عليك الدعاء والتوجه له بنية صادقة، وهو لم ولن يخذلك.
فقط يتطلب منك قربا من الله والأنس به ويتطلب منك إيمانا صادقا بالله وأن تستشعر أسماءه الحسنى، لأن لكل اسم معنى وصفات قادر رب العالمين على تحقيقها عندما ندعوه بها.
ولا حرج بالخطأ أو التقصير فباب الرحمة والمغفرة مفتوح لك مصراعيه لقوله تعالى (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرار) أي أن لو فعلت الكثير من المعاصي والذنوب ما عدا التعدي على حقوق الآخرين سيغفرها الله لك، فقط استغفر الله، فلماذا تحمل نفسك فوق طاقتها؟
فالله سبحانه خلق الإنسان وهو أعلم به وبطبيعة نشأته، فقد جعل فيه القابلية لفعل الخير، وأيضا الشر وهو اعلم بخلقه وأعطانا حرية الاختيار، فقط أنت تختار طريقك، فإن كان خيرا فخير، وإن كان شرا فشر عليك.
ولكن سبحانه لم يترك للإنسان مطلق الحرية بعمل الذنب، فقد حرم الله سبحانه التعدي على الآخرين وجعل حكمها حكما قاطعا بالتحريم بقوله تعالى (إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله) صدق الله العظيم
فهل قرأت القرآن واستمعت إلى رسائل الله؟ تفكر أيها القارئ واستمع فلا تكن من الذين قال الله عنهم (صم بكم عمي فهم لا يعقلون).
ولنا عودة مع كتاب الله وآياته المحكمات ومع رسائل أخرى ووقفات مع كتابه الكريم.
دمتم بحفظ الله ورعايته
https://www.instagram.com/sabah.alenazi1/